الجنوب أمام لحظة الاستقلال المنتظرة
كتب / نايل عارف العمادي
تمر القضية الجنوبية اليوم بلحظة فارقة وتاريخية تُمثل فرصة نادرة لإعلان قيام الدولة الجنوبية المنشودة وذلك استنادًا إلى جملة من المعطيات الواقعية والمتغيرات السياسية والعسكرية على الأرض.
أول هذه المعطيات أن الشمال اليمني بات بالكامل تحت سيطرة جماعة الحوثي وهي جماعة ذات مشروع أحادي يتناقض مع مبادئ الدولة المدنية الحديثة ولا تعترف بالتعددية أو الشراكة الوطنية مما يجعل خيار التعايش معها أمرًا مستحيلًا هذا الواقع يعزز من مشروعية تطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم بعيدًا عن سلطة الأمر الواقع الحوثية.
ثانيًا فإن معظم القيادات السياسية والعسكرية الشمالية، بمن فيهم رؤساء الأحزاب الكبرى وقادة الجيش يعيشون في منفى اختياري بدول الجوار دون أي تأثير فعلي في المشهد اليمني ما خلق فراغًا سياسيًا في الشمال يقابله حراك سياسي وعسكري منظم في الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي بات اليوم يتمتع بقاعدة شعبية ووجود فعلي على الأرض.
ثالثًا ومن الناحية الإقليمية والدولية فإن مواقف العديد من الدول المؤثرة تعكس رغبة ضمنية في وجود كيان جنوبي مستقر قادر على تأمين المصالح الاستراتيجية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب، خصوصًا في ظل العداء المتصاعد بين الحوثيين والدول الإقليمية والدولية، وعلى رأسها السعودية والولايات المتحدة كل هذه المؤشرات يمكن القول إن الظروف الحالية تمثل لحظة سياسية نادرة قد لا تتكرر وهي سانحة لإعلان الدولة الجنوبية ضمن مشروع سياسي متكامل يحظى بتأييد شعبي ويُبنى على شراكة داخلية قوية وتفاهمات إقليمية ودولية تضمن له الاستمرارية والاعتراف.






