الوفد السعودي في حضرموت: انسحاب الانتقالي شرط للاستقرار واتفاق لضمان تدفق النفط
تاربة اليوم
2025-12-09 19:43:00
في خطوة تؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في جهود تحقيق الاستقرار في اليمن، وصل وفد سعودي رفيع المستوى، برئاسة اللواء الدكتور محمد بن عبيد القحطاني، اليوم إلى مديريات وادي وصحراء حضرموت، في استكمال لجولته المكثفة التي شملت العاصمة المكلا ومديريات الساحل.
وكان في استقبال الوفد كل من محافظ حضرموت الأستاذ سالم أحمد الخنبشي، ووكيل المحافظة للوادي والصحراء، إلى جانب عدد كبير من وجهاء القبائل ومشايخها وأعيانها، في ترحيب يعكس عمق العلاقات التاريخية التي تربط حضرموت بالمملكة.
موقف سعودي حاسم تجاه حضرموت
في كلمة ألقاها أمام جمع غفير من قادات وأبناء وادي وصحراء حضرموت، وضع رئيس الوفد السعودي اللواء القحطاني النقاط على الحروف، مؤكدًا على الموقف الثابت والثابت للمملكة تجاه المحافظة، واصفًا إياها بأنها “ركيزة أساسية للاستقرار وليست ساحة للصراعات”.
وأكد القحطاني على أن أي محاولة لفرض الأمر واقع بالقوة أو إدخال حضرموت في دوامة صراعات جديدة هو أمر مرفوض تمامًا، مشددًا على أن المحافظة لديها من الكوادر المؤهلة من أبنائها ما يؤهلها لإدارة شؤونها ومواردها عبر مؤسسات الدولة الرسمية.
شروط عسكرية وأمنية صارمة
وصل اللواء القحطاني إلى نقطة جوهرية في الأزمة الأمنية الراهنة، حيث جدد التأكيد على الموقف السعودي الحاسم القاضي بـ”خروج جميع القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة”، على أن تتولى قوات “درع الوطن” استلام كامل المواقع والمعسكرات، ضمانًا لعدم تكرار أي اشتباكات وفرضًا لسيادة الدولة.
وفيما يخص ملف الطاقة الحيوي، أعلن القحطاني عن تقدم مهم، قائلاً: “تم التوصل مع أطراف السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت إلى صيغة مبدئية لضمان استمرار تدفق إنتاج النفط من حقل بترومسيلة”. وشمل الاتفاق تحييد مواقع النفط عن الصراع، عبر خروج القوات المسيطرة حاليًا في المنطقة، وحلول قوات حضرمية محلية محلها تحت إشراف مباشر من السلطة المحلية، بما يضمن تطبيع الحياة وحماية مصادر دخل المواطنين.
القضية الجنوبية.. اعتراف واضح
على الصعيد السياسي، شكلت تصريحات القحطاني حول القضية الجنوبية نقطة تحول هامة، حيث أقر بأنها “قضية عادلة لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها”، موضحًا أنها حاضرة في مخرجات الحوار الوطني اليمني وستكون جزءًا لا يتجزأ من أي تسوية سياسية قادمة.
وأشار إلى أن جهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تتركز على دفع الحل السياسي الشامل الذي يأخذ في اعتباره كافة المكونات والقضايا العادلة، بما في ذلك القضية الجنوبية.
ترحيب حضرموت وآمال معلقة على الرياض
من جانبه، رحب محافظ حضرموت سالم الخنبشي بالوفد السعودي، معبرًا عن خالص الشكر والتقدير للمملكة وقيادتها ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على “وقفاتهم التاريخية والدعم المستمر لليمن عامة وحضرموت خاصة”.
وقال الخنبشي إن هذه الزيارة “تأتي لتضيف دعامة قوية لأواصر الأخوة والعقيدة التي تجمعنا”، معولًا على أن تترجم هذه الزيارة إلى دعم ملموس للسلطة المحلية للتخفيف من معاناة المواطنين في المجالات الخدمية والاقتصادية والأمنية.
بدورهم، أكد مشايخ ووجهاء حضرموت أن وجود المملكة على أرض الواقع هو “رسالة واضحة على حرصها على التهدئة والحل السلمي وسيادة الأمن والاستقرار”، معبرين عن أملهم في أن تكون هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في محافظتهم.
وتأتي هذه الجولة السعودية المكثفة في ظل تسارع الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة اليمنية، وتضع المملكة مرة أخرى في قلب المشهد كلاعب أساسي وقادر على تحقيق التوازنات الدقيقة بين المتطلبات الأمنية العاجلة والحلول السياسية المستدامة.







