المكلا تودع أحد ابرز وجوه الخير…رحيل الشيخ ابوبكر بن عبدالله بن سعيد باجابر

تاربة_اليوم / عندل/خاص/صالح عمر عبدالله باجابر
الاثنين 8 ديسمبر 2025

بفقد الشيخ ابوبكر بن عبدالله بن سعيد باجابر ودّعت المكلا ومسقط راسه عندل وضواحيها واحدًا من رجالها الذين تركوا أثرًا لايمحوه الزمن، وأطفأت برحيله سراجًا طالما أنار دروب الناس، وسندًا طالما لجأ إليه المحتاج والضعيف. لم يكن الشيخ ابوبكر مجرد اسم في سجل المجتمع، بل كان قيمة إنسانية قائمة بذاتها، ورمزًا للخير والتراحم والتواصل.

اشتهر الفقيد بروحه الهادئة، وعقله الراجح، وقدرته الفريدة على إصلاح ذات البين. كان يحرص على جمع القلوب قبل ان يجمع الناس وتخفيف حدة الخلافات، وإصلاح ما يمكن إصلاحه بين أفراد المجتمع.
لم يعرف عنه يومًا أنه كان طرفًا في فرقة أو خلاف، بل كان — رحمه الله — جسرًا للوفاق، وصوتًا للحكمة، ووجهًا تتجمع حوله القلوب بكل محبة وثقة.

عُرف الشيخ ابوبكر بانه صاحب الايادي البيضاء والعطاء اللامحدود من خلال أعماله الخيرية الممتدة، التي لم تكن تُعلن في وسائل ولا تُسجَّل في دفاتر، بل تحملها قلوب المحتاجين وتتناقلها السن الصادقين بصدق ودون زيف.
كان سندًا للأسر المحتاجة، والمرضى، وطلبة العلم، وكل من طرق بابه. وكانت مساعداته تصل إلى الناس المحتاجين قبل أن يطلبوها، وكثيرًا ما كان يبادر إلى فعل الخير في الخفاء، محتسبًا الأجر من الله.

مكانة الشيخ الاجتماعية اكتسبها بالخلق الرفيع لا بالمصلحة الدنيوية حيث
نال الشيخ ابوبكر احترام الجميع بصبره، وطيب تعامله، وسخاء نفسه، وتواضعه الجم. لم يسعى إلى مكانة، ولم يطلب جاهًا، لكن المكانة جاءت إليه محبةً وتقديرًا.
كان من الرجال الذين يجلسون مع الكبير والصغير، ويستمعون للجميع، ويمنحون لكل من حولهم شعورًا بالأمان والاحترام.

حيث يعتبر فقد الشيخ ابوبكر كبيرا لكن إرثه باقٍي وقد رحل عننا وعن هذه الدنيا، لكن أثره باقٍي في كل بيت عرفه، وفي كل يد مدّ لها يد العون، وفي كل قلب جبره واستظل بحكمته.
نعم رحل جسدًا، وبقي ذكره الجميل، وسيرته العطرة، وعطاؤه الذي امتد لسنوات سيظل شاهدًا على رجل عاش كبيرًا، ورحل كبيرًا، وترك لنا مدرسة في الأخلاق والإنسانية والخير.

وفي الختام نسأل الله ألعلي القدير أن يتغمد فقيد منطقة عندل عامة وآل باجابر خاصة بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدّمه من خير في ميزان حسناته، وأن يلهمنا وأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان أنا لله وأنا اليه راجعون.
لقد فقدته عندل وضواحيها، لكن ذكراه لن تغيب عن القلوب التي أحبته، وعن المجتمع الذي خدمه بإخلاص ووفاء.
الف رحمة عليك ياابا محمد..