التحركات الجنوبية تربك المجلس الرئاسي.. والعليمي يشكو للسفراء «واقعًا جديدًا يتشكل في الشرق» –
تاربة اليوم
2025-12-07 20:10:00
التحركات الجنوبية تربك المجلس الرئاسي.. والعليمي يشكو للسفراء «واقعًا جديدًا يتشكل في الشرق»
الاحد 07 ديسمبر 2025 – الساعة:17:10:46
(عدن / )
تشهد المحافظات الجنوبية منذ أيّام حراكًا واسعًا يرى فيه الجنوبيون امتدادًا طبيعيًا لمسار «استعادة الدولة الجنوبية»، بعد أن تمكنت القوات الجنوبية من تحقيق تقدّم ميداني ملموس في المناطق الشرقية، الأمر الذي أعاد الزخم الشعبي والسياسي إلى الواجهة، ورسّخ لدى قطاعات واسعة من الجنوبيين قناعة بأن التحركات الأخيرة تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لترتيب وضع الجنوب على الأرض، وبما يعكس الإرادة الجمعية لأبنائه.
وفي مقابل هذه التطورات المتسارعة، عبّر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي اليوم ومن الرياض عن قلقه وانزعاجه من التحركات الجنوبية، التي وصفها بأنها إجراءات أحادية قد تؤثر على «المركز القانوني للدولة». وخلال لقائه سفراء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، شدّد العليمي على رفضه لأي واقع جديد يتشكل بعيدًا عن المرجعيات الوطنية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض، مؤكدًا أن ما يجري في المحافظات الشرقية يمثل —وفق رؤيته— تحديًا مباشرًا لجهود التهدئة التي تبذلها الدولة وشركاؤها الإقليميون.
ووضع العليمي السفراء أمام صورة شاملة لمحاولات احتواء التصعيد، مشيرًا إلى الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية لتحقيق تهدئة في محافظة حضرموت، وإلى أهمية التنسيق مع السلطات المحلية لحماية المنشآت السيادية وضمان استمرار الخدمات الأساسية.
كما دعا إلى عودة القوات القادمة من خارج المحافظات الشرقية إلى مواقعها الأصلية، وتمكين السلطات المحلية من إدارة شؤون الأمن والاستقرار وفق الأطر القانونية.
وفي السياق نفسه، اعتبر العليمي أن التحركات العسكرية الأخيرة تمثل —بحسب تعبيره— تهديدًا للمكاسب الاقتصادية التي تحققت في الآونة الأخيرة، بما في ذلك تحسين الخدمات واستقرار العملة وصرف المرتبات، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل بدعم من الأشقاء والأصدقاء لتعزيز الثقة مع المانحين والتخفيف من آثار الوضع الاقتصادي.
وتناول اللقاء كذلك ما وصفته المصادر الرسمية بـ«الانتهاكات» المصاحبة للتحركات في مديريات الوادي والصحراء، مؤكدًا أن الجهات المختصة تعمل على توثيقها وحماية المدنيين باعتبار ذلك من الثوابت الأساسية للدولة.
وبينما يرى الجنوبيون أن ما يجري اليوم في الشرق هو تقدم طبيعي لمسار يعيد صياغة مستقبل الجنوب، يظهر في المقابل قلق داخل هرم السلطة الشرعية من أن تؤدي هذه التحركات إلى خلق واقع سياسي جديد قد يفرض نفسه على المشهد.
وبين هذين المسارين المتباينين، تبقى التطورات في المحافظات الشرقية محور متابعة دقيقة إقليميًا ودوليًا خلال المرحلة المقبلة.






