اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حبي لحضرموت…. رغم الضروف القاسية ،،، رغم المحن !!!

حبي لحضرموت…. رغم الضروف القاسية ،،، رغم المحن !!!

بقلم / م . لطفي بن سعدون الصيعري.
الاحد 7 ديسمبر 2025

في ٢ دييمبر ٢٠٢٥م سقطت المنطقة العسكرية الاولى المتمركزة في سيؤن ، على يد قوات الانتقالي الجنوبية ، وسقطت بعدها بقية الالوية العسكرية الواقعة في منطقة عملباتها ، في انهبار كامل ودون مقاومة تذكر ، اثارت كثير من التساؤلات، ووصفت بانها عملية استلام وتسليم ، ضمن مخطط اقلبمي ودولي لاعادة تشكيل النفوذ العسكري والسياسي في المنطقة وتحدبدا في حضرموت والمهرة .
لم يستاء معظم الحضارمة من هذا السقوط المهين للمنطة الاولى ، لانهم غير متعاطفبن معها ، وكانت تمثل لهم قوات احتلال ، مارست الكثير من حوادث البطش والتنكيل والملاحقة والإذلال ، وتشجيع الفوضى والثارات والتهريب والتمرد على النظام والقانون ، وحتى احتظان ودعم الإرهاب القاعدي والحوثي . وكانت أكبر وصمة عار ارتكبتها هذه القوات ، في ارتكابها مجزرة مقتل الشهيد سعد بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت وطائلة قبائل الحموم في ٢ ديسمبر ٢٠١٣م ، والذي فجر براكين الغضب الحضرمي تجاه هذه القوات وأشعل جذوة المقاومة ضدها ، التي لم تنطفئ حتى هزيمتها في ٢ ديسمبر ٢٠٢٥م. على يد القوات الجنوبية .
ولكن مسلسل الاحداث لم ينتهي عند هذا الحد. فلقد كان واضحا ان هدف هذه القوات الغازية ، ليس اسقاط المنطقة الاولى فحسب. كما يريد الإقليم والتحالف ، ولكن هدف المقتحمين الانتقاليين بدرجة رئيسية ، هو السيطرة على حضرموت ومقدراتها وضرب حركة الإستقلال الحضرمي ، التي يقودها بقوة حلف قبائل حضرموت بقيادة المقدم عمرو بن حبريش وبقية المكونات الحضرمية ، والتي تتعارض كلية مع طموحات الانتقالي ، لاعادة الوضع الى ماقبل ٩٠م ، وانفصال الجنوب وحضرموت عن الشمال .
وفي فجر يوم ٤ ديسمبر ٢٠٢٥م، توجهت الكثير من هذه القوات نحو هدفها الرئيسي ، باتجاه تمركز قوات حماية حضرموت والحلف ، في شركة المسيلة وهضبة حضرموت ، وبطريقة غادرة هاجمت هذه القوات ، قوات الحلف أثناء انسحابها من الشركة ، بموجب اتفاقية الصلح الموقعة في ليلة ٣ ديسمبر ، بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت، التي أشرفت عليها المملكة العربية السعودية وتحت ضمانتها . فقد اقتحمت قوات اللواء السادس جنوبي وقوات الدعم الامني وبعض قوات النخبة الحضرمية ، قوات الحلف من عدة محاور ، خلال انسحابها . وبعد مقاومة عنيفة من بعض طلائع قوات الحلف ضد المقتحمين ، وسقوط العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين ، تمكنت معظم القوات وقيادات الحلف من الإنسحاب بأمان الى مواقع خلفية اخرى اكثر تحصينا وامنا .
وعلى اثر انسحاب قوات الحلف تدفقت القوات الانتقالية الغازية ،على شركة بترومسيلة والهضبة ، لتحكم قبضتها عليها بصورة قوية و شاملة ، وفقا والخطة النرسومة لذلك ، والمعدة منذ فترة طويلة لاحتلال مواقع النفط الحضرمية .
تلقى ملايين الشعب الحضرمي في الداخل والمهجر هذا الإجتياح لمواقع الحلف ، بصدمة كبيرة ورفض قاطع ، خاصة وانها ترافقت مع سقوط عشرات الشهداء والجرحى الحضارم ، ولقطات اذلال الاسرى الحضارم ، الذين ليس لهم من ذنب سوى الدفاع عن ارضهم وثرواتهم ورفض التبعية والإذلال .
وإشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي ولازالت ، استنكارا لهذه الجرائم والغطرسة والتعالي والعنصرية ، على أبناء حضرموت من قبل القوات الغازية ، والخونة الحضارم المتعاونين معهم . وبينت ردود الأفعال هذه لأبناء حضرموت حجم الرفض الكبير والتصميم القوي لهم ، لتوحيد صفوفهم ومقارعة هذه القوات الغازية واخراجها من حضرموت سلما اوحربا . وينظر الحضارمة إلى تقدير واعتزاز بالغ للموقف السعودي ، الرافض لهذا الغزو الانتقالي لحضرموت ، ومطالبته على لسان الدكتور القحطاني رئيس الإستخبارات السعودية ، والمتواجد حاليا في حضرموت منذ الثالث من ديسمبر ، وتاكيده المستمر بعودة هذه القوات الغازية من حيث اتت ومغادرة حضرموت ، وتمكين أبناء حضرموت من تقرير مصيرهم بايديهم ، ودون فرض امر واقع عليهم بالقوة ، وهذا مايهون وقع الصدمة على ابناء حضرموت ويعطيهم الأمل الكبير ، بان لهم حليف استراتيجي لن يقبل بتاتا بان تكسر حضرموت امامها ، ويذل اهلها بقوة السلاح .
يبدو ان قدر حضرموت في العصر الحديث هو مقارعة الاحتلال ، الجنوبي منذ ٦٧م والشمالي منذ ٩٤م ،والجنوبي ثانية منذ ٤ ديسمبر ٢٠٢٥م ، لكن ليل الإحتلال لن بدوم ، والشعب الحضرمي قد عقد العزم على التخلص من كل اشكال الاحتلال والتبعية ، وماهذه المقاومة والرفض الا تعبيرا صادقا عن مشاعر الحضارم الجياشة ، تجاه ارضهم وحبهم لها ، وهو حق مشروع لا يسقط بالتقادم او بالقوة .

إغلاق