اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

أحداث حضرموت… بين تفاهمات التحالف ومخاوف التدويل

أحداث حضرموت… بين تفاهمات التحالف ومخاوف التدويل

بقلم / احمد عبدالقادر الحبشي
الاحد 7 ديسمبر 2025

– هل يتكرر سيناريو “سوريا… ليبيا… العراق… السودان”؟

– رسالة صادقة للشعب والساسة قبل فوات الأوان))

بقلم: أحمد عبدالقادر بن الشيخ أبوبكر

تشهد حضرموت في الأسابيع الأخيرة موجة من التطورات المتسارعة والمتشابكة، تتداخل فيها الحسابات السياسية مع التحركات الأمنية والعسكرية، في مشهد يفتح الباب واسعًا أمام تغيّرات قد تُعيد رسم مستقبل البلد والمنطقة برمّتها.
وما يزيد الوضع حساسية أن هذه التحولات لم تعد مجرد خلافات محلية أو تنافس نفوذ عابر، بل ملامح مشروع كبير تتجاوز حدوده حضرموت، ليطال كل مواطن على امتداد البلاد.

وبين دهشة الناس وقلقهم، ترتفع تساؤلات مشروعة وملحّة:

– هل نحن أمام نسخة يمنية من السيناريو السوري؟

– هل تتحول حضرموت إلى بوابة تدويل جديدة تُسلب معها السيادة؟

– ومن المستفيد من انزلاق البلاد إلى فوضى بلا نهاية؟


هذه الأسئلة ليست ترفًا سياسيًا ولا تهويلًا إعلاميًا… بل نداء تحذيري قبل أن يصبح الوقت متأخرًا. أوتكمم الأفواه والصوت لايسمع

وهو لايعنينا فحسب بل يعنى كل مواطن على تراب الوطن بل والمنطقة لخطورة كبرى واعتبارات أهمها:

– أولاً: الاعتبار الأخلاقي – خطوط حمراء تُداس


إن تفكيك الوطن، إنهاك المواطن، وتمكين القوى الخارجية من العبث بالقرار الوطني، هي خطوات تتجاوز حدود الخلاف السياسي إلى جريمة وطنية وأخلاقية.
قد يجد البعض في الاصطفاف خلف هذه المشاريع مكاسب مؤقتة، غير أن الثابت الوحيد هو أن تفكيك البلد جريمة لا تسقط بالتقادم، وآثارها لن تُفرق بين مؤيد ومعارض.

– ثانيًا: الاعتبار الوطني – أين هي الدولة؟


لا يمكن الحديث عن دولة “معترف بها” حين تتعدد السلطات ويتشتت القرار وتضعف المؤسسات.
الدولة هي المسؤولة عن كل شبر في الوطن، وليس الأفراد أو الجماعات أو القوى المتصارعة.
وحين تغيب الدولة، لا تبقى سوى
الجوع… الفوضى… والمصير المجهول.

– ثالثًا: الاعتبار الجيوسياسي – “الفوضى الخلّاقة” تتحرك


ما يجري في حضرموت اليوم لا ينفصل عن سياسة “الفوضى الخلّاقة” التي اعتمدتها الولايات المتحدة الاعب الاكبر وحلفاؤها ومن فوقهم النظام العالمي منذ عقود لإعادة رسم خرائط المنطقة.وشرق أوسط جديد.
تفكيك المجتمعات، إنهاك الشعوب، خلق صراعات داخلية، تعدد قوى مسلحة… كلها أدوات تُستخدم اليوم في حضرموت، بغطاء إقليمي واضح.

وتقوم هذه الاستراتيجية على خلق أزمة بأدوات من الدول العميلة كالتحالف ومرتزقته في الوطن المراد اعادة تشكيله ثم التدخل لاحقًا بصفة “المخلّص” الذي يعيد تشكيل المشهد بما يتناسب مع مصالحه، تحت شعارات “مكافحة الإرهاب” و”إصلاح الدولة”. وفق خطة النظام العالمي خدمة للكيان الصهـ ـيوني

ومع دخول أطراف إقليمية بفاعلية على خط المشهد، يبرز خطر تدويل الأزمة وجرّ البلد إلى وصاية طويلة ونهب ممنهج للثروات.وتمييع للهوية وسلخ للثقافة وارباك للوعي والتملص من الدين

هذه ليست توقعات أومبالغات… بل مؤشرات ظاهرة للعيان.ولنا في دول المنطقة خير شاهد

– من المستهدف؟ ومن المسؤول؟


قد يظن البعض أنها معركة نفوذ محلية، لكن الواقع أبعد من ذلك.
الشعب هو الهدف الأول، والدولة هي الضحية الكبرى.
فإذا انهارت المناطق المستقرة، سقط آخر حصون الدولة، وتحوّل البلد كله إلى ساحة مفتوحة للصراع.

– رسالة للشعب: لا تنجرّوا إلى الفتنة


ولا تنساقوا وراء الخطابات المناطقية أو التحريضية التي تخدم أجندات تمزيق الوطن. فالمجرب لايجرب والمرتهن للخارج لن يخدم الداخل والمكونات على الساحة -بدون ذكر مسميات- كلها تعمل اجندات وليست صاحبة مشاريع وطنية
الوطن لا يُبنى إلا بـ: وحدة الصف، وعي جماعي، مشروع وطني جامع، رفض الاصطفافات التي لا تخدم إلا الخارج

فحضرموت ومشروعها وعدن والجنوب وحتى صنعاء وحكومتها بل وكل دول المنطقة… مركب واحد، وإذا غرق جزء منه، غرق الجميع، مهما اختلفت المشاريع والخصوصيات.

ونحن نحتاج لمسار نجاة حقيقي
ولن تخرج البلاد من هذا المنعطف إلا عبر خطوات جادة وواضحة، أهمها:

– صياغة رؤية وطنية شاملة

– إنهاء المرحلة الانتقالية العبثية

– استعادة القرار الوطني من هيمنة الخارج

– وقف النهب والوصاية على الثروات

– بتر يد الأطماع الأجنبية وبسطها

– إغلاق الباب أمام الغزو الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والفكري

– تفكيك المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة

– توحيد الجيش تحت قيادة وطنية مستقلة

– إنهاء المجالس والسلطات الموازية

– تشكيل حكومة كفاءات وطنية نزيهة

– استعادة هيبة القانون وتثبيت القضاء

– تعزيز الشراكة دون إقصاء أو تحريض

فلا وطن يُبنى ولا يمكن يُدار بجيوش متفرقة أو تحالفات متضاربة، ولا يمكن أن يستقر بسلطات متعدد أو بقرار مرتهن.

هذه ليست شعاران.. بل الضمانة الوحيدة لعدم الإنزلاق إلى حرب وأزمة طويلة لاتبقي ولاتذر

وليس فقط مجرد السيطرة على النفط والذهب والميناء والموقع والتراث والفكر
وليس آخرها الهوية والسيادة والتاريخ والمكانة والموقف
بل أزمة تتشابك وتطمس كل شيء وتعيدنا دهور للوراء وتهوي بنا في مهاوي الظلام والجهل والخنوع والتبعية و الضياع الأبدي لاقدر الله

– رسالة للقيادات السياسية والعسكرية: الوطن أكبر من مقاعدكم


إلى صُنّاع القرار: اتقوا الله في هذا الشعب.
التاريخ لا يرحم، والناس لا تنسى، والمسؤولية أمام الله والتاريخ لا تسقط.
مصير البلد لن يُحدد بالمماطلة ولا بالولاءات الخارجية،  بل بالحكمة والشراكة الوطنية والإرادة الحرة.

– واختم معتذرا على الإطالة


أننا أمام فرصة أخيرة قد لا تتكرر
فما زال أمامنا – وإن كانت نافذة ضيقة – فرصة لتجنّب السيناريوهات التي ابتلعت دولًا قبلنا، قبل أن يتحول الصراع إلى واقع مفروض لا رجعة فيه.

وحده الحوار الصادق، ووعي الشعب، وصدق القيادة، قادر على حماية حضرموت والبلاد من أن تصبح “نسخة جديدة” من سوريا أو ليبيا أو العراق أو السودان..الخ

فلنتعلم قبل أن نصبح “حكاية بلد” تُروى لا تُستعاد. فلنحافظ على الوطن قبل أن نفقده
وليكن شعارنا: وطن حر… قوي… آمن… مزدهر.
حتى نتفرغ للتسلح بالعلم والنهضة واستعادة مكانتنا بين الأمم

نسأل الله أن يحفظ البلد، وأرضه، وثروته، وقراره، وأهله أجمعين.

إغلاق