“إذا كان الشعب بلا أخلاق ولا ضمير لا يستحق التحرير”
تاربة_اليوم/ كتابات وآراء
بقلم: د. حسين العيدروس
6 ديسمبر2025م
1. 30 عاماً من الكذب المُقدّس
كفانا كذباً! من هذا الذي ما زال يتغنى بالحرية والعزة والكرامة وهو يرى واقعنا المُزري؟
ثلاثة عقود مرت على وهم الوحدة الذي كان حلماً، فإذا بنا نغرق في مستنقع قصص الرعب التي حَاكها مَن نسميهم “قيادات”. لم نخرج من دراما إلا لندخل في أخرى، وكنا نبيع عقولنا بأبخس الأثمان مقابل عناوين جوفاء تخدّرنا.
الويل لنا! لقد كانت بقيةٌ من الجاهلية والبداوة هي المهيمنة على عقولنا وسلوكياتنا، وإن تلبّسنا أقنعة الدين؛ لحى طويلة وثياب قصيرة. هذا مجرد غِشاء رقيق. نحن نعيش “إسلام القشور”، بينما الجوهر مسيطر عليه العرق القبلي والعصبية البغيضة.
2. عندما ينبعث “العِرْق الدسّاس”: لحظة السقوط.
٣.
الأحداث تتوالى لتصفعنا بالحقيقة: نحن مجرد أعراب يتناسلون في السلوك.
التحضّر الذي نتظاهر به في شوارعنا ومدننا ينهار في أقل من غمضة عين عندما يُستفزّ هذا “العِرْق الدسّاس”. حينها تنبعث الأحقاد القذرة، وصفة القبيلة، وميول الرذيلة، والرجوع الهمجي إلى البيداء للنهب والفيد والقوة الغاشمة!
أين ادعاءاتكم بالدين؟ لقد غابت! لأن الدين لم يكن يوماً قناعة ويقيناً وحباً، بل كان مجرد تقليد شكلي نستخدمه لقضاء مصلحة ثم نلقيه جانباً. ما ورّثناه لأجيالنا هو العصبية في أسوأ صورها، والثأر الذي يبقى كـ”سرطان” عالقاً في الذاكرة.
3. يا “أحفاد الشهامة”: بيع القِيَم بثمن بخس.
إلى متى ستدّعون الشهامة والعفة والأمانة يا أهل حضرموت؟ تلك الصفات التي كانت لصيقة بأجدادكم قبل قرنين!
كل تلك القيم ابْتَلَعتها الحكومات المتعاقبة (الاشتراكي، عفاش، العليمي)، لكن هذا ليس عذراً! كيف فقدتم كل هذه القيم الراقية في لحظة ضعف جبانة، مقابل ما سميتموه “غنائم” من بيوت خشبية ومخازن تجار من أهل مدينتكم؟!
كيف قست قلوبكم، وأنتم أبناء الأرض التي احتضنت المشردين والنازحين؟ هل هذا هو الدرس الذي تعلمتموه؟ أن تستغلوا ضعف الناس فتهجموا على بيوتهم وتنهبوا ممتلكاتهم؟ عار عليكم وعلى تاريخكم!
4. رجال الدين و”جبن القلوب”: صمت الخذلان.
ذهبت لصلاة الجمعة بعد يومين مما جرى في سيئون. كنت أنتظر من الخطيب كلمة حق تلسع الوجدان، تنتشل الشباب وتحضّهم على رد المسروقات.
لكن ما حدث كان خذلاناً مُضاعفاً! هؤلاء الخطباء لا يمثلوننا بشجاعتهم. الخوف المركّب لديهم يجعلهم يقدّمون النفس الجبانة على الواجب الديني والأخلاقي. ليسوا سوى خطباء “حدود المسجد”.
نعم، هناك من تحدث بقوة وشفافية (كخطباء تريم)، وهناك من سكت وحجته الباهتة: “إنكار المنكر بالقلب”. تباً لهؤلاء! نحن لسنا بحاجة لرجال جبناء يُضافون لقائمة الساسة الفاسدين. كفانا قادة خذلوا الأرض والناس.
5. الخيار الأخير: ردّوها أو احترقوا بها.
يا شباب حضرموت، اسمعوني جيداً:
من دنّس يده بأخذ مال عام أو خاص، فَلْيَرُدّه فوراً! لا تنتظروا إعذاراً ولا تبريراً. أجركم عظيم عند الله إن فعلتم.
أما إن لم تفعلوا… فَـتَحْسَبُونَه هَيّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ! ستصابون عاجلاً أو آجلاً بما فعلتم. إن لم يتحرر ضميركم من هذا العار، فأنتم لا تستحقون التحرير من أي مستعمر.
*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*






