اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

هل لك من خبيئة؟

هل لك من خبيئة؟

كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 6 ديسمبر 2025

قصة للراوي عبدالرحمن الدعيلج حيث يقول : جموع من الناس من إيران ركبوا في باصات كبيرة توصلهم إلى البصرة ومنها إلى النجف تجمعوا من هؤلاء البشر مجموعة منهم في باص يحمل ثلاثين نفر متجهين إلى العراق لزيارة النجف وكربلاء لا يهمنا شيء من هذا ، لي يهمنا هو المغزى من القصة وهو ما قصدته عنوانا لهذا المقال . السائق ومساعده سألوا الركاب هل أحد منكم يتكلم اللغة عربية فلم يجبه أحد ، فعلم أن الجميع لا يعرفها . إلا رجل واحد فقط وهذا الرجل آخر راكب كمل عدد الباص ولكنه آثر الصمت ولم يعلم به السائق ومساعده أنه يعرف اللغة العربية . لم يدري الركاب أنهم قد وقعوا بيد عصابة يبيعون ويشترون فيهم من خلال تواصلهم مع عصابة أخرى بثمن بخس ، هؤلاء انعدمت فيهم الإنسانية تماما ، باص به عوائل رجال ونساء ولكن الله يسر لهم هذا الرجل الذي ظل متجمدا في مكانه فجعل أذنه تجاه محادثات السائق ومساعده فكشف خطتهم فاحتار ماذا يفعل وكيف يتصرف؟ قد علم أنهم ربما يتجهون إلى الموت دون ان يعلم هؤلاء المساكين مصيرهم . فبينما هم توقفوا لبرهة لأخذ قسط من الراحة وفي ظلام الليل الدامس همس ذلك الرجل في آذان إخوانه فقرروا الهروب بعد أن رسموا خطتهم حيث أشارت إليهم بنت شابة ولكنها بألف رجل بعد أن فتحوا حنفيات المياة للحمامات للتمويه واغلقوها لكي يظن السائق ومساعده أن أحدا بداخلها ، وركضوا بأقدامهم مسافات طويلة تقدر بعدة ساعات ولا تسأل عن الخوف الذي تملكهم لا يدرون إلى أين فأخذتهم الأقدار إلى منزل قديم لذلك الرجل الطيب الذي يسكن ببيته بعيدا عن الناس بين مزرعته وثروته الحيوانية فهو يعيش مرتاح البال في هذا المكان المقطوع ومتعود على ذلك . وصل هؤلاء القوم المغلوب على أمرهم فاستقبلهم بحفاوة وآمنهم وطمأنهم أنهم في أمان من هؤلاء بعد أن عرف قصتهم . مكث هؤلاء الركاب أسبوعاً كاملا وهم في أمان وطمأنينة وسعادة وضيافة من أكل وشرب وتدفئة من البرد القارس . بعد مضي الأسبوع قرر القوم الذهاب إلى وجهتهم . ولكن ذلك الشايب جلس بينهم قائلا لهم : لقد أنجاكم الله من موت محقق ولكن وقبل الوداع أريد من كل واحد منكم يذكر له خبيئة بينه وبين الله فهي ربما تكون المنجية لكم فقال ذلك الشاب الذي كان يترأس القوم الذي كشف الخطة فقلت لمن بجانبي هات خبيئتك : لنبدأ باليمين وهو رجل جزار قال : والله إذا جاءني الفقير الذي لا يملك المال اعطيه من اللحم مايكفيه هو وعياله ولا آخذ منه فلوس . وهذا المدرس يقول : فيه طفل معاق يتيم وعمه الذي كافله فقير وظروفه تعبانه فقلت لعمه : جميع ما يحتاجه الطفل علي واجي إلى البيت أدرسه هذا ماعملته لله . وذاك الكهربائي يقول : أكثر عملي في البيوت وانظر إلى صاحب البيت إذا رأيت حالته وظروفه تعبانه ما آخذ منه فلوس هذه بيني وبين الله . وفي الحضور دكتورة استشارية تقول : أنا عندي عيادة خاصة وأخصص يوم في الأسبوع مجانا بدون رسوم للفقراء . الأمر الثاني يأتيني أناس وعندما أصرف لهم الدواء كانوا يبحثون عن أرخص نوع لعدم قدرتهم على دفع التكاليف فأكتب له الوصفة بالعلاج الأساسي الفعال وأضع توقيعي عليه وأقول له روح إلى صيدلية الفلاني وأنا متفاهمة مع صاحب الصيدلية من يأتيك بوصفة وفيها توقيع صغير أصرف له العلاج على حسابي ولا تأخذ منه فلوس ثم أتحاسب مع صاحب الصيدلية آخر الشهر . تقول دكتورة أخرى : مرة طلبوني في الليل لكي أعمل عملية لمريض في مستشفى خاص وكانت تكلفتها عالية فقالوا للمريض ادفع الحساب قبل العملية وكان رجل فقير لا يملك شيء فدفعت لهم الحساب وعملت العملية على حسابي فهذا هو الذي عملته لله فقد انقذت حياة مريض . في هذه الأثناء كنت اترجم للشايب تلك الأحداث والجميع مستمع ومستمتع بتلك الأحداث الرائعة والخبيئة التي كانوا يعملونها لوجه الله يقول لقد نسيت نفسي أن الدور جاي وفعلا بعد اكتمال العدد جاء دوري فقد كنت في موقف محرج للغاية لا أدري ما اقول فليس لي عمل أذكره فأصروا علي حينها تذكرت موقف مع بنت عمي عندما جاءتني تتوسل إلي بعدم الزواج منها لأن عاداتنا أن تكون بنت العم لابن العم ضروري وكنت على يقين بذلك ان يتم زواجنا حتى ولو لم يكن بينهم أي علاقة المهم هكذا هي العادات فلما جاءتني تطلب هذا الطلب لأن لها الحق أن ترفض فقلت ابشري بالخير فتركتها ففرحت وتدعولي ، هذا هو العمل الذي أذكره فإذا بالشايب يصفق لي وقال : بيض الله وجهك إنك رجل لأنك اعتقتها . من محاسن ذلك اللقاء أن الشايب لديه بنت صغيرة جميلة والكل حبها ولكن فيها العيون مشوهتها وتحتاج إلى عملية تقول الدكتورات نحن دارسين ونعرف أطباء متخصصين في طب العيون وترى العملية سهلة ولا تشيل هم نحن نأخذها ونعمل لها العملية ونرجعها هذا كلام الدكتورات وفعلا أخذوها وعملوا العملية وعادت إلى والدها اكثر جمالا والحمد لله . ومن أجمل محاسن اللقاء فيه بنت شابة والذي كان لها دور في إنقاذ المجموعة بعدما ساهمت بخطة ذكية منها فعرضوا على هذا الشاب أن يتزوجها فتم ذلك . انتهينا من مختصر قصة هؤلاء الذين ضاقت بهم السبل بعدما تعرضوا لكمين غادر ربما كان يسوقهم إلى الموت فأنقذهم الله ربما بأعمالهم وخبيئاتهم بينهم وبين ربهم . وما حديث الصخرة عنا ببعيد فكم سمعناه وكيف أنجاهم الله بصالح أعمالهم .
السؤال ماذا فعلنا في حياتنا ليسأل كل واحد منا هل لنا من خبيئة؟ . فها نحن نعيش في بلادنا أزمة بعد أزمة وبلاء شديد هذه الأيام وخاصة في حضرموت فهل لنا من خبيئة تنقذنا فلنراجع حساباتنا مع ربنا وإن لم تكن لنا خبيئة فلنصنعها لتكون هي المنجية . فصنائع المعروف تقي مصارع السوء .

إغلاق