عبد العزيز الجفري.. مسيرة النضال المتواصل من أجل شبوة والجنوب
تاربة اليوم
2025-12-05 19:59:00
في المشهد الجنوبي الذي يحمل بين طياته تاريخًا من النضال والتطلع نحو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة، يبرز القائد عبد العزيز بن عبد الرحمن الجفري كأحد الرموز الوطنية التي جمعت بين صدق الانتماء وقوة الفعل. لطالما كان الجفري صوتًا يعبر بصدق وإخلاص عن هموم وطموحات أبناء شبوة والجنوب، حيث رفض منطق الوصاية والتهميش، وسعى دائمًا لتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات.
كان تأسيسه لـ “حلف قبائل وأبناء شبوة” عام 2013 تجسيدًا عمليًا لإرادة أبناء المحافظة في تأمين مصالحهم والدفاع عن هويتهم الجنوبية في فترة شهدت محاولات لطمس هذه الهوية وفرض واقع جديد. وقد التف حول هذا المشروع الوطني مئات الشباب المؤمنين بقضيتهم، ليصبح الحلف ركيزة أساسية في التعبير عن الإرادة المحلية ومدرسة للعمل الوطني المنظم.
وعندما حاولت مليشيات الحوثي فرض هيمنتها على الجنوب في عام 2015، كان الجفري في مقدمة من تصدوا لهذا الغزو، حيث قاد المقاومة الجنوبية الباسلة في شبوة. لقد خاض مع رجاله الأبطال معارك مصيرية للدفاع عن كل شبر من تراب الجنوب، مؤكدًا أن أبناء شبوة لن يكونوا أبدًا طرفًا سلبيًا في معادلة فرض الأمر الواقع. لقد دفع الجنوبيون، تحت قيادته، ثمناً غاليًا من دمائهم الزكية دفاعًا عن كرامتهم وأرضهم، وهو ما رسخ مكانة الجفري كقائد ميداني شجاع لا يتخلى عن مبادئه ولا يفرط في ثوابت شعبه.
اليوم، وهو يشغل عضوية هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، يواصل الجفري مسيرته النضالية من موقع آخر، حيث يسعى لنقل هموم وإنجازات الميدان إلى طاولة القرار السياسي. إنه يؤمن بأن المصلحة العليا للجنوب تقتضي الوحدة والتكاتف، وهو ما يدفعه باستمرار للدعوة إلى لم الشمل الجنوبي وتجاوز الخلافات الثانوية. كما يرى في تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة نموذجًا ملهمًا للتنظيم والبناء، داعيًا إلى استلهام العبر منها لتحقيق حلم الجنوبيين في استعادة دولتهم المستقلة والعادلة.
إن مسيرة الجفري هي امتداد طبيعي لمسيرة نضال شعب بأكمله، وهو يدرك أن الثقة التي منحه إياها أبناء شبوة والجنوب هي أمانة يحملها. فمن موقع المسؤولية الجديدة، يظل متواصلاً مع واقعه المحلي، يزور الجرحى ويشارك في المناسبات الوطنية، مؤكدًا أن الجذور التي انطلق منها تظل الداعم الأساسي لأي إنجاز سياسي. إنه يمثل نموذجًا للقائد الذي لا تنفصم عراه عن جماهيره، ويواصل السير على الدرب الذي اختاره منذ البداية: درب الدفاع عن حقوق أبناء الجنوب وتحقيق تطلعاتهم المشروعة في الحرية والكرامة والاستقلال.






