بترومسيلة… مسؤولية وطنية في ظرف استثنائي
كتب / عبد العزيز صالح بن حليمان
الجمعة 5 ديسمبر 2025
في لحظة فارقة تعيشها حضرموت ومع اشتداد التحديات الأمنية حول القطاعات النفطية الحيوية برزت شركة بترومسيلة كأنموذج وطني مشرف في الانضباط والمسؤولية فقد واجهت الشركة ظروفاً معقدة في قطاعي (14) و(10) اذ تداخلت مخاطر التهديدات الأمنية مع الحاجة الملحّة للكهرباء والخدمات الأساسية لكنها اختارت دون تردد أن تضع سلامة الأرواح والمنشآت فوق كل اعتبار .. حيث شهدت منشآت النفط خلال الأيام الماضية أوضاعاً متوترة دفعت الشركة لاتخاذ قرارات صعبة لكنها ضرورية بدءاً بإيقاف عمليات الإنتاج والتكرير في قطاع (14) منذ 29 نوفمبر 2025م التزاماً بمعايير السلامة في الصناعة النفطية .. رغم ذلك واصلت بترومسيلة تشغيل قطاع (10) لتوفير وقود الغاز وتشغيل محطتي وادي حضرموت والجزيرة محاولة منها الحفاظ على خدمة الكهرباء للمواطنين حتى آخر لحظة غير أن ارتفاع وتيرة التوتر وامتلاء الخزانات أجبر الشركة على إيقاف القطاع مساء 30 نوفمبر ما أدى إلى توقف إمدادات الطاقة للمحطات الغازية.
ومع بدء تحسن الوضع الأمني عادت بترومسيلة دون تأخير لاستئناف عملياتها بحرص ومسؤولية مقدّمة شكرها لعمالها الذين أثبتوا شجاعة وانضباطاً في أصعب الظروف ولأهالي حضرموت على تفهمهم لهذا التوقف الاضطراري.
لقد أثبتت بترومسيلة أنها أكثر من مجرد شركة نفطية إنها مؤسسة وطنية تُجسّد روح المسؤولية وتضع حياة الإنسان والمصلحة العامة فوق كل الاعتبارات وتقدّم نموذجاً مشرفاً في إدارة المنشآت الحيوية وقت الأزمات.
وتبقى بترومسيلة مهما تعاقبت الظروف ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد الوطني ووجهاً حضارياً مضيئاً لحضرموت… وشاهداً دائماً على أن العمل الوطني المخلص لا يضيع أثره ولا يخيب ظن الشعب الذي منحها ثقته.






