ما احوجنا للكلمه الطيبه وفتح باب الحوار بتصافح والتسامح
بقلم / الشيخ حسين غالب العامري
الخميس 4 ديسمبر 2025
الحمد لله الذي لا معبود سواه، وصلاة ربي على الرحمة المهداة.
أحبّتي، كلمة محب: ما يتطلّبه منّا الجميع أن نترفع بحجم المسؤولية لما تفرضه المرحلة الراهنة من الكفّ عن المهاترات والتراشقات في مواقع التواصل الاجتماعي، وما بدر من أصحاب الأبواق الرخيصة للاسترزاق. لو أدركوا عواقب الكلمة – إن كانت خيرًا فخيرٌ لمن اتّصف بها، وإن كانت غير ذلك فتهوي بصاحبها سبعين خريفًا في جهنم.
أحبّتي، مثل هذه المرحلة لا تخلو من الهفوات والمفاهيم الخاطئة، بقصد أو بغير قصد. اطّلعت على منشور لأحد الإخوة حول ما تعرّضت له الممتلكات الخاصة والعامة من سطو واستغلال للظروف والإرباكات الأمنية التي تحدث في مثل هذه الحالات عند دخول القوات الجنوبية، لمدينة المحبة والسلام، إلى سيئون.
وإنّنا لا نبرّر أيّ تقصير أمني، ولكن من خلال ما نقرأ ونرى نقول: لن يتحقّق الأمن والأمان إلا بدور اللجان المجتمعية والمواطن. فمثل هذه الأعمال المخالفة للشرع والدين ليست من قيمنا ولا من أخلاقنا كحضارم. لكن انتشار الشجرة الخبيثة “القات” وتعاطيه بشكل مخيف أفسد كثيرًا من القيم والأخلاق، وفتح الباب لتفشّي الفساد.
وقد أشار الناشر إلى المهمّشين الذين تطاولوا على الممتلكات الخاصة والعامة، وليس هذا بغريب على هذه الفئة الضالّة التي لا يردعها وازع ديني ولا خوف من الله، بل قد ترتكب أبشع الجرائم. وقد حذّرت منهم السلطة وطالبت بإيجاد حلول لهم.
كلمة محب وناصح للشيخ عمرو بن حبريش، وما نكنّه له من تقدير واحترام، وكذلك لكل الشيوخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية وشرائح المجتمع: لقد آن الأوان لملمة جراحنا وفتح صدورنا ومدّ يد التصافح والتسامح. كلنا خطّاؤون، وليس من العيب أن نفتح باب الحوار الحضرمي–الحضرمي، وحلحلة همومنا، وسدّ الصدع في نسيجنا الحضرمي.
وإن حصل التقصير أو الخلاف، فهما سنة الحياة، ولا ينبغي أن نجعل الخلاف يفسد للود قضية. المرحلة الراهنة تتطلّب أن نتجاوز كل خلافاتنا وأن نسدّ الأفواه التي تسعى لاستغلال أبسط خلاف لترويج الفتنة والاقتتال، ولا همّ لهم إلا بيع أنفسهم للاسترزاق والهوى والشيطان، وتجنيدهم عبر أجندات خارجية لا تريد لأبناء حضرموت جمع الكلمة.
ومن الشرف الرفيع وعظمة الرجال الصادقين أن يتناسوا الصغائر والزلات ويعفوا ويصفحوا. أَخرسوا قنوات العهر والفتن والمراهنين على تمزيق النسيج الحضرمي والجنوبي وإضعافه. مرحلة اليوم مرحلة مفصلية وحساسة، تتطلب تغليب المصلحة العامة والقضاء على المفاسد والمظاهر المخلة والدخيلة على مجتمعنا.
مرحلة اليوم لتثبت الرجال مكانتهم بتصدرهم الصفوف بالحكمة والاصطفاف لترميم البيت الحضرمي والجنوبي. لا تنتظروا حلولًا من الخارج؛ فنحن أهل الحكمة والرأي، وأهل لأن نكون على قدر المسؤولية والأمانة، والنهوض بوطن آمن ومستقر، حتى نشجع أصحاب رؤوس الأموال على الاستثمار، وتدور عجلة البناء والتنمية، ونمكّن من اقتصاد قوي، ونعطي الفرصة لشبابنا لإشراكهم وتأهيلهم في هذه المرحلة العصيبة التي تنهار فيها مقومات الحياة.
نسأل الله أن يرشدنا جميعًا لطريق الحق والهداية والصلاح، لخدمة المجتمع ووطن آمن ومستقر.






