إلى أين تُساق حضرموت “4” ؟!!! … كل شي إنتهى
بقلم – عوض باجري
الخميس 4 ديسمبر 2025
بدايةً نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادي *حضرموت* من شر كل غادر وأن يحفظ أهلها وناسها ويُجنّبها الإنزلاق إلى الفتن والفوضى والصراعات ومن أراد بها وبأهلها سوءً وكيداً فردّه إلى نحره وكل من يتربّص بها وبأهلها وساكنيها وأن تجعل تدميره في تدبيره وأطعمهم وآمنهم من خوف وفرّج عنهم وألطف بهم وأرحم وأسألك يالله أن تولّي عليها خيارها ومن يُصلح أمور أهلها ويوحّد كلمتهم وأرضهم ساحل ووادي .. يارب أدم الأمن في ربوعها .. آمين يارب العالمين ..
نعم كل شي إنتهى ..
كل شي إنتهى في سويعات ..
كل شي إنتهى في ثلاث ساعات أو أقل ..
دخلت القوات الجنوبيه وادي *حضرموت* والصحراء وكانت على موعد مع النصر والتحرير .. دخلت القوات الجنوبيه حاضرة الوادي *سيئوون* وأحكمت السيطره تماماً مع حفظ الأمن والحفاظ على الممتلكات العامه والخاصه ..
دخلت القوات الجنوبيه قادمه من الغرب لم تأتِ من خلف المحيطات وأعالي البحار قَدِمت من *عدن* مروراً بعدد من المدن والقرى الجنوبيه إلى أن وصلت ساحل *حضرموت* وتحديداً *المكلا* فكان مرحّب بها من قبل الاغلبيه من أهلها فواصلت السير والمسير بإتجاه الوجهه التي حُدّدت لها سلفاً حيث بوصلتها وإحداثياتها الوادي بعد أن مرّت *حُسر وجبال وهضاب* وتحديداً *سيئوون* فكان الترحيب بها هناك أكثر وأكثر من أية *بُقعه* ترحيب حار ممزوج بالفرحه ومعجون بالإنتصار والبشاره وتحرير واديهم وادي *حضرموت* ..
نعم إنتهى كل شي وفي ثلاث ساعات وأقل حيث لا مقاومه حقيقه تذكُر غير محاولات فرديه ويائسه من قبل بعض الأفراد في النقاط بعد الهروب الكبير لكثير من جنود وأفراد المنطقه العسكريه الأولى بعد ترك مواقعهم وأماكن تمركزهم فكان الرد سريعاً وحاسماً ومباغتاً وبإحترافيه شديده من قبل القوات الجنوبيه ومركّزاً من أجل حقن الدماء وعدم ترك أية خسائر في المدنيين وصفوف العسكريين ..
نعم إنتهى كل شي وسقط كل شي في يد القوات الجنوبيه سقط ذلك البعبع بالتمام والكمال وعادت الحياه إلى وضعها الطبيعي ونشاط أهلها اليومي المعتاد والمياه إلى مجاريها .. إنتهى كل شي وأصبح دخول القوات الجنوبيه وتواجدها في الوادي واقعاً ملموساً وحقيقه .. نعم واقع على الأرض وليس على مواقع التواصل الاجتماعي ..
ماجرى في *حضرموت* من أحداث متسارعه والذي أتى بعد مليونية الإحتفال بعيد الإستقلال في *الثلاثين من نوفمبر* لم يكن صدفه ولم يكن وليد اللحظه أو *قرحة قات* بل كان مُخطّط له مسبقاً ومدروس وعمل كبير قامت به القوات الجنوبيه خلال الفتره الماضيه صحيح أنه تأخّر كثيراً كما يراه الكثير خاصةً بعد تزايد المناشدات والمطالبات الجمّه من قبل الاغلبيه من أبناء *حضرموت* خاصة أبناء الوادي والصحراء عقب كل حشد وكل مليونيه برحيل المنطقه العسكريه الأولى من تراب الوادي والتي رزحت فيه وعليه أكثر من ثلاثين عاماً وآخرها كان فعالية مليونية نوفمبر حين فوّضت تلك الحشود قوات الجنوب المسلحه والنخبه الحضرميه بتأمين الوادي والصحراء فكان لهم ما أرادوا ..
كل تلك التحركات والإنطلاقه لم تكن رغبه المجلس الانتقالي وقواته بل كان مقرون برغبه دوليه مُلحّه وإقليميه ورضا تام وعلمٍ تام وليس غض الطرف والبصر والنظر فكان هناك ضوءً أخضراً ولا عيب في ذلك .. تحرّر الوادي في ظرف مُدّه بسيطه بأقل من *24 ساعه* .. نعم تحرّر لكن ماذا بعد التحرير ؟
نعم ماذا بعد ذلك ؟
ماذا ينتظر *حضرموت* ؟
نعم ماذا ينتظرها إنتهى كل شي إنتهى الصعب وربما المستحيل في عيون الضعفاء وعدم الواثقين في قدرات القوات الجنوبيه .. إنتهى كل شي وبقى الأصعب والذي يهون بعون الله أمام الإنسان الجنوبي والإنسان *الحضرمي* الذي تنتظره مهام كبيره فإذا كان التحرير جهاد كبير فإن إعادة الأمن والإستقرار والطمأنينه جهادٌ أكبر ..
أكتفي بهذه الأسطر فللحديث بقية إن أذن لنا الرحمن بذلك ..
وأسعد الله أوقاتكم أينما كنتم وأينما تواجدتم وبارك الله في يومكم هذا وأوقاتكم ويسّر أمرنا وأمركم ..






