رسائل الزيارة السعودية إلى حضرموت.. قراءة في الدلالات والتوجّهات
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : انس علي باحنان
4 ديسمبر 2025
إنَّ المملكة العربيّة السعوديّة، بما حَبَاها الله من خصائصَ ومكانة راسخة، هي الثِّقلُ العربي والإسلامي الأكبر، وحاملةُ لواءِ خدمةِ الحَرَمَيْنِ الشَّريفَيْن، والجارة الشقيقة لحضرموت وأهلها، وليس هذا المقامُ موضعَ استقصاءٍ لتاريخ العلاقة بين المملكة وحضرموت، فذلك تاريخ ناصعُ الصفحات، واضحٌ كوضوحِ الشمسِ في كبدِ السماءِ؛ غير أنّ حديثي هنا متّصلٌ بزيارةِ الوفد السعوديّ رفيع المستوى لحضرموت، تلك الزيارة التي تحمل من الدلالات العميقة، والعِبَر البالغة و لتُجسِّد ـ في المقام الأول ـ دفءَ العلاقة بين البلدين، وعمقَ الاهتمام السعودي بما يشهده الوادي والساحل والهضبة من أحداثٍ ومتغيرات متسارعة. نعم، إنَّ حضور هذا الوفد في هذه المرحلة الحسّاسة ليس إلّا رسالة واضحةلا لبس فيها: أن المملكة لن تتخلى عن حضرموت، ولن تدير لها ظهرًا في شدائد أيامها ومنعطفات تاريخها، بل ستكون ـ السندَ والذراعَ الحانية، والعون الذي ينهض باخوانهم الحضارم حيث أثقلتهم الظروف وأحاطت بهم التحديات. وهذا ما نأمله ونُعول عليه من بلاد الحرمين الشريفين.
إنَّ اجتماع الوفد السعوديّ بنخبة من الحضارم للتدارس حول آخر المستجدات خطوةٌ مهمة ، بل لعل الواجب أن تتسع دائرة هذه اللقاءات لتشمل شريحةً أوسع من مثقفي حضرموت، وصفوتها، وكوادرها، وقادات مجتمعها؛ كي يخرج الوفد برؤيةٍ مكتملةٍ واضحةٍ تُجلي ما يريده الحضارم من أشقّائهم، وما يمكن أن يُشيد من مصالح مشتركة. يأتي في مقدّمة ذلك أمن حضرموت واستقرارها، وهما ركيزتان ترتبطان بأمن المملكة ذاتها واستقرارها، فلا انفصال بين الجسدين.
ومن هنا، فلا بدّ أن تصاغ ـ من خلال هذه الحوارات ـ رؤية ناضجة المعالم لمستقبل حضرموت وعلاقتها بجوارها الإقليمي، مع رسم خطوطٍ عريضةٍ لنهضة شاملة ومُستدامة، و المملكة ـ بفضل الله ـ قادرةٌ عليها، وهي أهلٌ للدور الأخوي والإنساني الذي يفرضه عهد الجوار، وتقتضيه رابطةُ الإسلام .
فهل نرى في قادم الأيام توطيدًا أعمق للعُرى بين الحضارم وأشقائهم في المملكة؟ وهل تتشابك الأيدي أكثر فأكثر لبناء مستقبلٍ زاهر مشرق يُبهج الشعبين ويُنعش المنطقة بأسرها؟ إنّ الأمل في الله عظيم، والبابَ مفتوح، والوقتَ قد آن ، لتتعانقَ القلوبُ قبل الأيدي؛ لنصنع غدًا واعدًا بإذن الله تعالى، ولتُشرق حضرموت على أفقٍ من المجد والرخاء.
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع






