دويـــل مــرتـــع… حــيــن يـتـزيـن الـمـهــرجـــان بــكــرم رجــالــه
تاربة_اليوم – خاص – تقرير : سمير باسنقاب – القطن
في كل عام وقبيل أن تتوشح القطن بأجواء زيارة الهدار يتهيأ الناس لاستقبال موسم لا يشبه سواه موسم تختلط فيه رائحة المكان بزخم الذاكرة وتكتمل فيه الصورة بحضور الرجال الذين اعتادوا أن يضيفوا للزيارة روحها وللفرح ملامحه وفي مقدمة هؤلاء يأتي الشيخ دويل مرتع الرجل الذي يحضر بثقله الإنساني قبل حضوره الاجتماعي والذي أصبح جزءاً من مشهد الزيارة كما تصبح الشمس جزءاً من الصباح.
ليس غريباً أن يعرفه أهالي القطن بلقب رجل العطاء المستمر فبصمته في الزيارة لم تكن يوماً عابرة ولا طارئة بل صارت عادة سنوية تتكرر بكرم لا ينضب وروح تسري في الذاكرة كأنها جزء من هوية المكان اعتاد الناس ظهوره كما يعتادون إشراقة الفجر لأنه لم يكن يوماً مجرد اسم بل حالة من السخاء التي تترك أثرها حيثما حل.
وفي كل موسم تعود الزيارة أكثر لمعاناً بفضل ما يقدمه من جوائز لا تأتي بوصفها هدايا بل بوصفها رسائل فرح ترسل إلى الناس من سيارة الفهد التي تتصدر السحوبات إلى الدراجات النارية والذهب والأجهزة الكهربائية وكل ما يجعل الزيارة أكثر حياة ونشاطاً ولم يكتف بما أعلن بل ترك مساحة للمفاجآت التي ينتظرها الأهالي بثقة لأنهم يعرفون أن في جعبة الشيخ ما يبهج القلوب ويزيد الزيارة نوراً فوق نور.
وإن سئل عن سر هذا العطاء أجاب ببساطة عميقة: “الزيارة إرث يجمعنا ومكان يذكرنا بأن للناس حقاً في البهجة وما نقدمه هو واجب محبة قبل أن يكون واجباً اجتماعياً.” هكذا يجيب دويل بلا تكلف وكأنه يقول للناس كلهم: أنا واحد منكم وما أقدمه هو امتداد لروح المكان الذي نحمله جميعاً.
والمجتمع بطبيعته لا ينسى رجاله والزيارة تحفظ أسماء من يقفون خلفها حتى صار الشيخ دويل مرتع جزءاً من ذاكرة زيارة الهدار وركناً من أركان الفرح فيها يقول الأهالي: إذا حضرت زيارة الهدار حضر دويل معها هكذا ارتبط اسمه بالخير وارتبط الخير بما يقدمه.
وفي الختام لا يبقى للقلم إلا أن يكتب ما يقوله الناس في قلوبهم: إن العطاء حين يأتي من القلب يصل إلى القلوب أسرع وإن الزيارة التي يشعلها الكرم تبقى أطول أمداً وأعمق أثراً. ولهذا يبقى الشيخ دويل مرتع ليس مجرد داعم لمناسبة بل قصة رجل يعرف كيف يحول المواسم إلى أعياد صغيرة وكيف يجعل من الأيادي البيضاء لحن وفاء يتردد كل عام






