توحيد الرؤية الحضرمية الاساس في تعزيز دور ومكانة حضرموت
بقلم / الشيخ حسين غالب العامري
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025
الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على الرحمة المهداة، ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، في ظلّ التجاذبات والتراشقات والتصريحات هنا وهناك، وللأسف تجرد بعضهم من قيم المهنة الإعلامية، ولا همَّ لهم سوى الارتزاق وإشعال فتيل الفتنة. يا هؤلاء، أما تخشون الوقوف والسؤال أمام علّام الغيوب؟ وللأسف، فإن صمت العقلاء والحكماء والمثقفين والحقوقيين والعلماء وتجاهلهم، جعل أهل الباطل والهوى يتمادون.
أما تستحق حضرموت أن نضحي من أجلها قولًا وعملًا؟
لماذا لا نجلس للحوار الحضرمي–الحضرمي؟ أليس المشهد الحالي يكشف خطورة الصراع، الذي قد يزداد تعقيدًا ويستفحل إلى صراع وتمزق؟ ولقد رأينا حشودًا للحلف في الهضبة، يعتبرون أنفسهم الوصي والناهِي على قرار حضرموت، وحشودًا أخرى باسم حلف حضرموت برأس حورية وتكليف رئيس للحلف، وهناك حشود للانتقالي تضم كثيرًا من الشرائح بسيئون.
ولنكن أكثر وعيًا وإنصافًا للجميع؛ فالشرائح الحضرمية التي استشعرت التهميش وهضم حقوقها المشروعة وإقصاءها عن القرار الحضرمي لها الحق في ذلك. وإذا كنا نقول إن حضرموت هُمّشت منذ عام 67، فلماذا نُهمِّش بعض شرائح حضرموت اليوم؟
كفى استعلاءً وشحنًا للنفوس بالتهم والمكايدات.
قلنا ونكرر وسنكرر: لا تجعلوا حضرموت مسرحًا للصراعات وتصفية الحسابات.
بل اجلسوا للحوار لتصفية النفوس، واغلقوا الباب أمام المراهنين على إشعال الفتنة والاقتتال. وأنتم تدّعون اللحمة الحضرمية ورص الصفوف وتوحيد الكلمة، وهذا لا يكون بالشعارات ودغدغة العواطف، بل بصدق النوايا، وولائكم وحبكم لحضرموت أولًا.
ولدي مجموعة من المقترحات في نقاط، ولا أعتقد أننا نختلف عليها، لأنها مطالب مشروعة لكل الحضارم، وبتحقيقها يلتف الطيف الحضرمي حول كلمة سواء نحو التصحيح والنهضة والتنمية. ومن يخرج عن هذه المطالب فإن ذلك مؤشر على خروجه عن الطيف الحضرمي، وانجرافه خلف مصالح سياسية وشخصية.
احذروا الفتنة والاقتتال.
كلنا زائلون، ويبقى الأثر وصفحات التاريخ، وأنت مَن يصنع صفحاتك. الشعب بحاجة إلى من يخرجه من كابوس المعاناة والمظالم، إلى عيش كريم وحياة آمنة مستقرة.
وأضع بين أيديكم جملة من النقاط المقترحة:
1. إيقاف أي تصعيد أو تصريحات من جميع الأطراف.
2. تكليف شؤون المحافظة بتعيين الدكتور سالم أحمد الخنبشي محافظًا للمحافظة لمنح الجميع فرصة للجلوس إلى الحوار الحضرمي–الحضرمي، وحلحلة كثير من القضايا والهموم والمعاناة المجتمعية لكل الشرائح الحضرمية.
3. تنسيق رئاسة الحلف مع قيادة المنطقة العسكرية لضمّ مجندي الحلف إلى النخبة الحضرمية، وفتح باب التجنيد للراغبين من جميع شرائح المجتمع الحضرمي.
4. رفع جميع النقاط والاستحداثات العسكرية.
5. سحب القوات العسكرية القادمة من المحافظات الجنوبية وإعادتها إلى مواقعها السابقة.
6. سحب قوات المنطقة العسكرية الأولى ونقلها إلى مأرب لخط المواجهة مع تهديدات الحوثي، وتمكين النخبة الحضرمية من بسط الأمن على كل شبر من حضرموت.
7. معالجة ملف الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم.
8. إقرار حصة حضرموت من ثرواتها وإيراداتها.
9. نقل مكاتب الشركات النفطية العاملة في حضرموت إلى المكلا، وإخضاعها لإشراف السلطة المحلية لضمان حصول حضرموت على استحقاقاتها من الثروة والوظائف، والكشف عن كميات النفط الخام المستخرجة.
10. إنشاء محطة غازية في المسيلة للاستفادة من الغاز المحروق والتغلب على أزمات الغاز المنزلي المتكررة.
11. دعم الشباب وتأهيلهم في مواقع العمل والإنتاج للقضاء على البطالة.
١٢. تفعيل الاجهزة الرقابية ودورها المحوري للقضاء على الفساد ومحاربته
يا عقلاء حضرموت… عليكم التحرك لتجنيب حضرموت كارثة محدقة. فأول مؤشر خطير كان انقطاع الكهرباء بعد سيطرة حلف القبائل. والسؤال: من المتضرر؟ أليس المواطن؟ وبعد الكهرباء ستنقطع المياه، ثم باقي الخدمات.
نسأل الله أن يحفظ حضرموت.






