اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حربٌ تتكرّر… وأدوات تتبدّل: حضرموت بين احتلال الأمس وعدوان اليوم

حربٌ تتكرّر… وأدوات تتبدّل: حضرموت بين احتلال الأمس وعدوان اليوم

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : صبري سالمين بن مخاشن
2 ديسمبر 2025

تشهد حضرموت اليوم مشهدًا يعيد إلى الذاكرة وقائع الحرب الظالمة عام 1994م، حين استخدمت القوة والخطاب الديني والغطاء السياسي لفرض واقع بالقوة على حضرموت والجنوب. غير أن ما يحدث اليوم لا يمثّل مجرد تكرار للمشهد القديم، بل نسخة محدّثة من أدوات الاحتلال، تغيّرت فيها الأسماء وبقي الهدف واحدًا: السيطرة على حضرموت وثرواتها.

تحالف قبلي – عسكري – ديني يعيد إنتاج الماضي

يتشكل اليوم تحالف واسع الأطراف يجمع بين قبائل مسلحة آتية من خارج حضرموت، وقوات عقائدية وإسناد خارجي، إضافة إلى غطاء سياسي يوفره المجلس الانتقالي الجنوبي.
هذا البناء المتداخل يعكس حرب تمدّد لا دفاع، وأجندة لا تختلف عن التي استهدفت الجنوب في أحداث 1994م.

الذريعة تتكرر: “شرعية الدولة”

كما رُفعت راية “الوحدة وحماية الدولة” في حرب 1994م، تُستخدم اليوم شعارات مشابهة لإضفاء شرعية على التحركات العسكرية تجاه حضرموت.
لكن الوقائع على الأرض تكشف أن ما يجري هو فرض إرادة بالقوة لا أكثر.

حملات تضليل وتشويه للرأي العام

تترافق التحركات العسكرية مع حملات إعلامية ضخمة تستهدف تشويه صورة أبناء حضرموت وقيادتها، وترويج سرديات تزعم أنهم “ اخوان وحوثة ومهربين وخوارج ”.
هذا الأسلوب يعيد إنتاج ذات الخطاب الذي سبق حرب 94، ويؤكد أن المعركة ليست حماية دولة، بل صنع مبررات لاحتلال غاشم متخلف.

الخطاب الديني… أداة الحرب الأخطر

كما استخدم السلاح الديني في الماضي لتبرير الحرب على الجنوب، يظهر اليوم خطاب مماثل يمنح المشروع العسكري طابعًا “مقدسًا” لتجاوز رفض الناس.
الفتوى السياسية تتكرر… وإن تغيّرت صياغتها.

السيطرة على الثروات: الهدف الواضح

التحركات العسكرية والسياسية الحالية تشير بوضوح إلى أن الهدف هو السيطرة على مقدرات حضرموت:
النفط، الذهب، الرمال السوداء، الموانئ، والممرات البحرية.
تمامًا كما كانت ثروات الجنوب محط أطماع في 1994م، يبدو أن حضرموت اليوم تواجه نفس المصير وبنفس الذريعة.

وجوه محلية تُستدعى لإضفاء الغطاء

كما حدث في الماضي، تُستخدم بعض الشخصيات المحلية لمنح الغزو غطاءً داخليًا، رغم تعارض ذلك مع المصلحة الحضرمية.
لكن التجربة أثبتت أن حضرموت تلفظ كل من يقف ضد إرادتها… وقد بدأت بذلك بالفعل.


حضرموت أمام لحظة تاريخية

المشهد القائم ليس مشروعًا وطنيًا، بل عدوان كامل الأركان يجمع السلاح والقبيلة والفتوى والتضليل والاستحواذ على الثروة.
تجربة 1994م تقدم درسًا واضحًا: الشعوب تُهزم حينًا… لكنها تنهض دائمًا.


رسالة إلى أبناء المحافظات الأخرى

من يسعى لفرض مشروعه على حضرموت بقوة السلاح، عليه أن يلتفت أولًا لمعالجة أزمات محافظته قبل أن يرسل جيوشه إلى حضرموت.
وهذا وقت أن يقول كل المقهورين في بقية المحافظات كلمتهم، حتى لا يُعاد إنتاج مآسي ما بعد 1994م.


رسالة إلى أبناء حضرموت

هذه اللحظة ليست لحظة حياد.
إنها لحظة اصطفاف ووعي وإدراك بأن مستقبل حضرموت لن يحميه سوى أهلها.
الاتحاد والثبات ورفض أي قوة مفروضة هو الطريق للحفاظ على الكرامة والحق والمستقبل.

حضرموت ليست ساحة تجارب ولا بابًا مفتوحًا للغزاة.
إنها أرض لها تاريخ… ولها حق… ولها كلمة.
وستنتصر، كما انتصرت كل أرض رفضت الوصاية والتبعية.

المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

إغلاق