اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حضرموت منار الحضاره والثقافات لاتجعلوها مسرحا للمطامع والصرعات

حضرموت منار الحضاره والثقافات لاتجعلوها مسرحا للمطامع والصرعات

بقلم – الشيخ حسين غالب العامري
السبت 29 نوفمبر 2025

الحمد لله الذي لا معبود سواه، وصلاة ربي على الرحمة المُهداة ومن اقتدى بهداه.
أحبتي… في ظلِّ التجاذبات والمناكفات التي تشتدُّ سخونتها على الساحة الحضرمية، ومع الألم والحسرة في القلب، وبرغم أنّي قد سبقت منذ سنوات برؤيتي المتواضعة للمشهد، فنصحت وناشدت، ها هي السموم والسوس تظهر نتائجها وتطفو على السطح، نتيجة انخداعنا وضعف نفوسنا خلف المغريات، واستغلال الظروف الاستثنائية والأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، والإنفاق على شجرة الدمار والخراب “القات” الذي أفسد كثيرًا من سلوكياتنا وقيمنا وأخلاقنا.
أحبتي جميعًا… عقلاء وحكماء وشيوخًا ومثقفين وشخصيات اجتماعية وسلطة في حضرموت. إن حضرموت اليوم في منعطف خطير يهدد بكارثة حقيقية ذات أبعاد وسياسات ومصالح، نسأل الله أن يحفظها وألّا تكون مسرحًا للصراعات وتصفية الحسابات.
أحبتي… أكتب هذه الكلمات بروح الحوار والنقد البنّاء، وتساؤلات جمعتنا بأحد الإخوة، وفي بداية الحديث هاجمنا بكلمات، لكنّي جعلت للحكمة وسماحة صدري سيّد النقاش. وإنني أطرح ما دار بيننا لتُفسحوا صدوركم بعيدًا عن الانتماءات والعواطف والتجريح أيًّا كان موجَّهًا إليه، فهذا من شيم العقلاء والحكماء.
وقد يطول هذا المقال، لكن لنتصفّح كلماته لنكون أوفياء وصادقين لحضرموت، ونسعى لتجنيبها الصراعات والتشرذم والفتنة، وأن نقبل بعضنا البعض، ونُخرس كل الأبواق الرخيصة للارتزاق والمكاسب الدنيوية والحزبية والنعرات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي لا تجلب إلا الخراب والدمار وإراقة الدماء. وكم من أسرة تيتّمت! وهذا المنظور أمام أعيننا لمن قدّم روحه فداءً للوطن وتحقيق أمنه واستقراره. نعم… ما ألذي منح كلمه شهيد كلمة لا تغني ولا تشبع من جوع، بينما أسرته تشحذ ما يسدّ رمقها أو قيمة علاجها. وياتي الآخرين يتنعمون بالثروات وعيشة الترف والمناصب والوظائف لهم وابناءهم وحاشيتهم ومطبلينهم فتأملوا كل كلمة في هذا المقال، حفظكم الله ورعاكم.
أحبتي… بدأ الحوار بمهاجمتي قائلًا: لماذا أنتم بازدواجية في تعاملكم مع الآخرين؟ فعندما دَعا الشيوخ الجويد وباشقار وشيوخ آخرون ــ وحسب مواثيق تأسيس الحلف ــ إلى تدوير رئاسة الحلف، وصفتموهم بأبشع العبارات، وقذفتموهم، وكل من يخالفكم في الرأي. وحتى حسن الجابري حين قام بالهبة الثانية وأراد تشكيل معسكرات، قامت القيامة من قبلكم. والآن صار الأمر حلالًا عليكم وحرامًا على الآخرين! اتهمتم أولئك بالعمالة والارتهان للانتقالي، فكيف بكم اليوم وقد أنشأتم معسكرات، ويُنفق عليها شهريًا ما لا يقل عن عشرة ملايين ريال سعودي للمرتبات والنفقات؟! من أين لكم هذا؟ أليس هذا ارتهانًا وتبعية؟ وأصبحتُم أدوات تُستخدم! كيف تحكمون؟
وأصغيت إليه حتى أكمل حديثه، ثم هدّأت روعه وانفعاله وقلت: حفظك الله يا أخي، وأنا ليس لي في كل هذه الشحناء والمماحكات والمصالح، وانتمائي حضرمي بعيد عن الانتماءات الحزبية والسياسية والنعرات. بارك الله فيك.
أخي الحبيب… لو نسترجع السنوات الماضية ومقالاتي، لوجدتَ ما كنتُ أحذر منه قد ظهر على السطح اليوم. وأنا أكنّ لكل حضرمي التقدير والاحترام، وإن اختلفنا في الرأي. فلا نجعل الخلاف يفسد القضية. يا عقلاء وشيوخ وحكماء ومثقفين وشخصيات اجتماعية وحقوقية، إن ما وصلت إليه حضرموت اليوم من تراشقات وقذف، وكل طرف يدّعي الإصلاح وحقه في الوصاية عليها، أمر مؤسف.
نقول ونكرر: حضرموت جامعة لكل أبنائها بكل مكوناتها وشرائحها. فاجلسوا وتحوّروا، واتركوا العصبية والأهواء والاستعلاء لمصالح ضيقة. لنتّعظ من مآسي وخراب ودمار الدول الأخرى.
حفظ الله حضرموت.

إغلاق