اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

المعلم صامد.. والجيل في مرمى المؤامرات

المعلم صامد.. والجيل في مرمى المؤامرات

بقلم/ أ. أحمد عبدالقادر عمر بن الشيخ أبوبكر
السبت 29 نوفمبر 2025

تشهد حضرموت اليوم صراع نفوذ داخلي وخارجي غير مسبوق، تهدد أبعاده سيادة الدولة ومؤسساتها ومستقبل المجتمع والأجيال. التعليم ينهار، والمعلمون يعانون أزمات حادة نتيجة انقطاع الرواتب وتدهور ظروفهم المعيشية، والمدارس الحكومية تنهار تدريجيًا أمام غياب الحلول العملية من الجهات المعنية. وفي الوقت نفسه، تتسع دائرة القلق من الدور الخطير الذي تلعبه القوى الخارجية، التي تعمل بشكل ممنهج، وخطوات مدروسة، لإبقاء المجتمع في حالة إنهاك دائم، وفرض سيطرتها على موارد الوطن وثرواته.

ونحن على أعتاب ذكرى الثلاثين من نوفمبر المجيدة، عيد الجلاء والاستقلال من المستعمر، والتي تحققت بتضحيات جسام أزهقت المحتل وأعادت الحرية، تزداد الحاجة لإدراك حجم المخاطر، وفهم أن التعليم هو مفتاح الحل وأول خطوط الدفاع عن المجتمع. صمود المعلم وبناء جيل واعٍ يشكل الدرع الأول لإفشال المؤامرات، ووقف محاولات الهيمنة ونهب الثروات، واستعادة سيادة المجتمع على مستقبله.

وسط تصارع القوى الخارجية، تتضح أهداف المؤامرات: إحكام السيطرة على المجتمع، إغراقه في الأزمات، نشر الفوضى والفتن، عسكرة الجيل، نشر الرذيلة والفساد الأخلاقي، وتهيئة أرضية لجعله هشًا ضعيفًا، سهل السيطرة على وعيه، فاقدًا للأخلاق والمعرفة والدين، ليصبح أداة تمرير لنهب الوطن، وجندي مجند لصالح مصالح خارجية واضحة.

رغم كل الضغوط، يظل وعي المجتمع متماسكًا، ولن تنجح القوى المتآمرة في كسر عزيمة المعلمين أو إضعاف إصرارهم على مواصلة العطاء. المعلم حجر الزاوية، والجيل الواعي هو السد المنيع أمام المخططات الخبيثة، القادر على كشف ما يُحاك ضده، ومقاومة الهيمنة، والنهوض علميًا بطريقة تهدد أعداء الأمة وتفضح مخططاتهم.

_كما تعاني أغلب قطاعات الدولة جنوباً وشمالاً من الإهمال والفوضى، إلا أن التعليم يبقى البوصلة ومفتاح الحل. عبر نهضة التعليم، يمكن إفشال المؤامرات، حماية المجتمع، إعادة وعي الشعب، وإيقاف الطامع عن استغلال الأزمات، وبناء جيل قادر على حماية وطنه ومقدراته._

ولعل في قرار التعيين الأخير في هيكل الدولة بتسمية محافظاً جديداً لحضرموت أملًا، وما سيلحقه من تعيينات وقرارات ومتغيرات وما سيحضى به من دعم وصلاحيات، بوادر لتغيير إيجابي قد يسهم في استعادة الاستقرار وتعزيز صمود المؤسسات التعليمية والخدماتية، ويدعم مسار حماية المجتمع وبناء الأجيال الواعية.

> “الأزمة الحالية تتطلب تحركًا حكوميًا عاجلًا، يشمل صرف الرواتب وتحسين ظروف العمل، وحماية العملية التعليمية من التلاعب السياسي والتدخل الخارجي. فالمعلم هو ركيزة الوعي، والتعليم هو آخر خطوط الدفاع أمام الانهيار، وأي تهاون سيترك آثارًا كارثية على حاضر ومستقبل المجتمع.”


ورغم قتامة المشهد، يظل الأمل حاضرًا. الأجيال القادمة قادرة على حماية وطنها، ورفض كل محاولات العبث بمصيرها، وبناء منظومة تعليمية قوية تُحصّن المجتمع، وتعيد للوعي دوره في مواجهة مشاريع الهيمنة والنهب.

،،لتظل حضرموت صامدة، واعية، ومستعدة لمواجهة كل التحديات،،

إغلاق