اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الإنقسام يُقلِب حقيقة حضرموت!

الإنقسام يُقلِب حقيقة حضرموت!

كتب / جابر عبدالله الجريدي
الجمعة 28 نوفمبر 2025

*بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:*

لايدري المرء كيف يوصف ذلك، حتى الفيلسوف يبقى شاحباً وجهه لا يدري ما يحدث، حاولت الحليلة الشعرية ان تختصر الأمر فعجزت عند أول صدر من البيت، ذهب العارف الإجتماعي ليدرس تلك الحقيقة فشاهت بصيرته عن رؤيتها لأن المرء لا يستطيع أن يرى ما تحت الماء المتكدر، كلما غاص الغواص إلى أعماق البحر باحثاً عن اللؤلؤ كلما زاد البحر ظلمة وضيقاً عليه حتى يستسلم، الأمر ليس سهلاً إلى درجة الإستهانة، وليس صعباً إلى درجة الإستحالة، الحقيقة سهلٌ رؤيتها وصعبٌ الإيمان بها، حاول صاحب الإبل ملاحقة بعيره وهو يهرب منه حتى دخل به الصحراء وهو يتتبع أثره فوقع بين أمرين إما الركض وراءه ومخافة الهلاك في الفلاة وإما تركه والإستسلام للأمر، فعليه أن يكون شجاعاً للمغامرة ويتتبع أثر البعير ويصبر على كل البلاء حتى يجده أو يستسلم لأمره.

– دعوني أخبركم الأمر في حضرموت :

وهي أن هذه البلاد عاشت سنيناً من التهميش والإقصاء، حتى عندما يتم الأختيار منها يتم الأمر بحذر لابد أن يكون تابعاً مخلصاً لنا، هكذا دارت العقدة السياسية منذُ وهلة من الزمن، أصبح أصحاب الدار يدفعون الإيجار لغيرهم فلا هم سكنوه بحرية ولاهم ملكوه بكل أحقيَّة، ما نشاهده في حضرموت في الوهلة الأخيرة ان تلك الدار عُلِّق فيها إعلانات وشعارات كـ”حضرموت للحضارم” مثلاً!  ولكن ومع رفع تلك الشعارات إلا أن أصحاب الدار مازالوا يدفعون الإيجار لغيرهم
فما قيمة تلك الشعارات “فرُبَّ ساكنٍ يسكنُ وما يسكنُ” و “رُبَّ غير ساكنٍ بمسكنِ غيره يتحكمُ”

– فأما حقيقة حضرموت :

ولكن الحقيقة في حضرموت ما ذكرناه آنفاً في العنوان “الإنقسامُ يُقلِبُ حقيقة حضرموت”  فبدلاً من الإيمان بالحقيقة والعمل في مسار الوصول إليها، قلبنا تلك الحقيقة إلى مشكلات ومعضلات فجعلنا الحقيقة بغير حقيقتها، ننطقها شعاراً ونُدْثِرُها عملاً، لذلك علينا أن نؤمن بالحقيقة لنصل إلى لؤلؤة حضرموت الثمينة.. الإنقسام قلب الحقائق إلى مآسي وآلام، الكل في حضرموت ينطق بذلك الشعار وهو حقيقة الأمر “حضرموت للحضارم” والكل يعمل على قلب تلك الحقائق بـ”الإنقسام”
وقد قال الله العظيم الجليل العزيز الكبير في كتابه القرآن الكريم :﴿وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم﴾

– رسالتي سأضعها في صندوق وأرميها في سماء حضرموت لعلها تصل إلى من يُدرك الحقيقة ويؤمن بها، ويعمل جاهداً لإنهاء “الإنقسام” الذي لم يجلب لنا سوى الفتن والمصيبات والفشل والخلافات

.

إغلاق