اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

نداء للعقلاء على طاولة اللقاء

نداء للعقلاء على طاولة اللقاء

بقلم / الشيخ خسين غالب العامري
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025

الحمد لله لا معبود سواه، وصلاة ربي على نور الهدى ومن اقتدى بهداه.

أحبتي، من دواعي حرصنا على تجنيب حضرموت ويلات الصراعات والتشرذم والفتنة — ولا يخفى على الجميع حجم الشحناء والخلافات على الساحة الحضرمية — أن هناك أبواقًا للاسترزاق وأصحاب مصالح ضيقة يسعون لشحن النفوس وإشعال فتيل الفتنة.

ومن المؤلم أننا منذ فترة طويلة ننصح ونناشد، لكن هناك من يدفع بكل ما أوتي من قوة ونفوذ ومال، حتى افتقدنا رأس الحكمة وانجررنا خلف تلك الأبواق، فضلّ البعض طريق الحق والصواب.

إن ما تمر به حضرموت اليوم منعطف خطير، وقد لا تُحمَد عقباه.

فالمسؤولية اليوم تقع على عاتق العقلاء والحكماء والشيوخ والمنابر والعلماء والمثقفين والحقوقيين. حضرموت في أعناقكم جميعًا. كفى صمتًا وتفرجًا وكأن الأمر لا يعني أحدًا.

إنها الفتنة يا سادة؛ فتنة تعني إراقة دماء، ودمارًا وخرابًا، وإفسادًا للقيم والأخلاق، وانتشارًا للجريمة، وتحويل الدولة إلى لا دولة.

إنها كارثة مدمرة.
إن كلمتكم اليوم هي المفصل الحقيقي: إما دولة ذات سيادة وقانون وعدالة اجتماعية تضمن لجميع شرائح المجتمع حقوقهم وكرامتهم وتصدّ أبواق الاسترزاق وإشعال الفتنة، أو طريق للفوضى. فنهضة البلاد لا تتحقق إلا بالأمن والأمان والاستقرار والسكينة العامة. ألم يكفِ الناس ما هم فيه من غم ومعاناة؟ هناك من لا يجد قوت يومه، وهناك من لا يستطيع علاج مريضه — فأي عيشة هذه؟
والسؤال المحير: ما مصير الوعود التي أطلقها رئيس مجلس القيادة الرئاسي بتمكين أبناء حضرموت في الملفين المدني والعسكري؟ وعودٌ أصبحت أوهامًا ومماطلة، ومع هذا المنعطف الخطير يتصاعد الصمت والتجاهل المريب تجاه ما يحدث من غليان واحتقان على الساحة الحضرمية، وكأن الأمر لا يعنيهم. أم أن هناك مصلحة في خلق صراع حضرمي–حضـرمي وجنوبي–جنوبي؟
نقولها لعقلاء حضرموت: ألم يحن الوقت لتستيقظوا من سباتكم؟ لقد قلنا مرارًا وتكرارًا إن الدعم والأموال التي تُنفق هنا وهناك ليست حبًا فيكم ولا في حضرموت.
وفيما يلي بعض النقاط والمقترحات لعلنا نوفق عبرها في تجنيب حضرموت ما يهدد أمنها واستقرارها:
أولًا: نضع على طاولة اللقاء المنشود هذه المطالب الموجهة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة والتحالف؛ فهي مطالب واضحة ومشروعة، وضرورية لتجنيب المنطقة الصراعات وتصفية الحسابات.
تمكين أبناء حضرموت على أرضهم عبر تجنيد لا يقل عن عشرين ألف جندي من مختلف شرائح المجتمع الحضرمي، بعيدًا عن الانتماءات الحزبية والقبَلية والمناطقية، ضمن النخبة الحضرمية والأمن.
ثانيًا:
تمكين أبناء حضرموت من إدارة إيرادات المنافذ والمرافق الحيوية الإيرادية والضرائب وإيداعها في البنك المركزي بحضرموت، ومن ثم صرف رواتب ومعاشات السلكين العسكري والمدني، وتحسين البنية التحتية والخدمات في المحافظة، بإشراف مباشر من الأجهزة الرقابية ونيابة الأموال العامة، والاطلاع على جميع المناقصات والمشاريع منعًا للعبث بموارد البلاد والعباد.
ثالثًا:
نقل مكاتب الشركات النفطية العاملة في حضرموت إلى المكلا — عاصمة المحافظة — والإشراف عليها من قبل السلطة المحلية، حتى تنال حضرموت استحقاقاتها من الثروة والوظائف، مع الكشف عن الكميات المستخرجة.
رابعًا:
منح الشباب والخريجين فرصة المشاركة الفاعلة في عملية البناء والتنمية.
هذه هي حقوق حضرموت دون إقصاء أو تهميش. فحضرموت لكل شرائح مجتمعها دون استثناء.
حفظ الله حضرموت وسائر البلاد من الفتن

إغلاق