اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

وطنٌ على حافة الانهاك

وطنٌ على حافة الانهاك

بقلم / د. نجلاء أحمد الكسادي
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025

في وطنٍ متهالك، لم يَعُد قادرا على الوقوف، تُصبح الرواتب حلماً مؤجَّلاً، وتغدو الدوائر الحكومية مجرد مبانٍ تُفتَح كل صباح بلا روح ولا قدرة.
وطنٌ تُطفئ الحكومات فيه الضوء قبل أن يبدأ النهار، وطنٌ يتكئ على جدرانه المتشققة كي لا يسقط.
الناس فيه لا يطلبون المستحيل؛ فقط قوت يومٍ كريم، ومستشفى يستقبلهم دون إذلال، ومدرسة لا تهرب منها الكفاءات. لكن العجز صار سياسة، والصمت صار قانوناً، والوعود صارت نُسخاً منسوخة لا تجد من يصدقها.
الوطن الذي لا يستطيع أن يُسلِّم موظفيه رواتبهم، لا يُطالَب بالمستقبل؛ بل بالحدّ الأدنى من الحياة. وحين تعجز الحكومة عن القيام بواجباتها الأولى، يصبح المواطن هو الحامل الحقيقي للدولة، وهو من يرمم الشقوق، ويمدّ جسده جسراً كي تستمر الحياة.
في هذا الوطن، يقف الشعب ثابتًا بينما تتهاوى الوعود الرسمية واحدةً تلو الأخرى. الشعب لا يطالب بامتيازات، ولا يرفع سقفًا مستحيلاً؛ إنه فقط يطالب بما نصّت عليه القوانين وما تعهّدت به الدولة نفسها.

ومع ذلك، تتكرر الوعود دون قدرة
فبين شعبٍ صامدٍ واسع الأفق، وحكومةٍ تتراجع عن وعودها، تتضح الحقيقة المؤلمة: ما زال الوطن قائمًا بفضل وعي مواطنيه و اتزانهم لجمح غضبهم و ثورتهم و صبرهم على أحوالهم و يعود ذلك لثقافة راقية و اتزان مدرك و حب للوطن.
و هنا ؛ يبقى في الصدور شيء اسمه أمل؛ ليس أملاً بالحكومة، بل بالناس الطيبين الذين ينهضون كل صباح رغم كل شيء، لأنهم ببساطة: يعشقون تراب هذا الوطن أكثر مما يعشقه حكامه.

إغلاق