ماكذب من قال الشاة شاة سالمين واللبن لسيده
بقلم / الشيخ حسين غالب العامري
الاحد 23 نوفمبر 2025
حمدًا لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على الرحمة المُهداة ومن اقتدى بهداه.
أحبّتي، ما أصعب الحياة عندما تظلم في وجه المسكين بظروف متوالية، وبمناكفات الحياة المعيشية، ويُستكثر عليه أبسط مقوماتها. وكما يقول المثل الشعبي: ” فضيلّه على المسكين، كل ما برح ثيابه غيّمت”، وأي غيم هذا!
نعم، عندما استبشرنا بالإصلاحات وتحسّنٍ يسير في انهيار العملة، فإذا بنا نفاجأ بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، بينما الموظف مقطوعةٌ مرتباته، وبرغم أنها فتات! فما بالكم بمن لا يملك وظيفة أصلًا، ولا يجد عملاً، إذا كان حتى خرّيجو الجامعات لا يجدون لهم مكانًا؟
سبق أن أشرنا مرارًا إلى تلك المعاناة. ولكن في ظل هذه الظروف، ومع الادعاء بالإصلاحات، نفاجأ بتعيينات جديدة! فبالأمس يُعيَّن اثنان كوكلاء لوزير الإعلام، واليوم نطّلع على منشور بأن عدد الوكلاء في هذه الوزارة بلغ ١٤ وكيلًا و٦ مستشارين! فكم عدد الموظفين إذًا؟ وكم عدد المطبّلين لهذه الوزارة؟ ناهيكم عن الوزارات الأخرى.
وقبل فترة، انتشر منشور — لا أدري مدى صحته — بأن السفارة اليمنية في القاهرة تضم أكثر من ٢٠٠٠ شخص ملتحقين بها، يتقاضون رواتب بالعملة الأجنبية! فإذا كانت سفارة واحدة بهذا العدد الهائل، فكيف بوزارة الخارجية وكل بعثاتها؟ ناهيكم عن باقي الوزارات.
وقد أشرنا في أكثر من مقال إلى مجلس النواب الذي فقد صلاحيته، وطالبنا مرارًا بإبطال نفقاته وتوريدها لدعم الاقتصاد، هو والمجالس الأخرى: الاستشاري والمصالحة.
ونشاهد لقاءات عبر الزوم لمن يعيشون في النعيم بتركيا ومصر، والقلة فقط في الداخل.
وبالأمس تداول الناس منشورًا عن أحد الحقول النفطية في شبوة، كان تحت إدارة وإشراف بترومسيلة، والآن سلّم لشركة جنت هنت ظاهرًا، وباطنًا لأبناء العليمي! أَيُعقَل هذا؟ واهل الارض لا يلاقوا قوت يومهم بفقر وامراض وهم يلتهموا حقول نفط بحالها ان الشارع الحضرمي في غليان من تجاهل العليمي لكل المطالب الحضرمية. بل إنه يغض الطرف، بل هناك دعم مادي ومعنوي لفتح المعسكرات وتجنيد الآلاف خارج نطاق النخبة والأمن، بينما يُرفض تجنيد النخبة والأمن، ورواتبهم مقطوعة منذ أشهر!
فالسؤال: هل هذا استهداف ممنهج للنخبة والأمن وخلق التناحر والصراع الحضرمي؟
وهل هناك استهداف ممنهج لبترومسيلة، وهي الشركة الوطنية الداعمة للاقتصاد وتحسين البنية التحتية والخدمات؟ أم أن هذا الاستهداف هو نفس سيناريو شبوة؟ أين أعضاء المجلس الرئاسي والحكومة من هذه الكارثة؟ وأين الدول الرباعية التي تهدد بعقوبات لعرقلة الإصلاحات؟ وأي إصلاحات هذه؟ وموارد البلاد والعباد تُعبث وتُستنزف!
وبالأمس نطّلع على منشور لبرنامج الغذاء العالمي بأن آلاف المستفيدين سيتضررون بسبب قلة الدعم. والله لسنا بحاجة إلى السلة التي تقدمونها وتذلّون بها كم من عزيز. اتركونا وشأننا، ودعونا نتحكم بمواردنا وثرواتنا ومنافذنا.
الشعب طفح به الكيل، وبلغ السيل الزُّبى، وحذارِ من طوفان الجياع.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من الفتن والمحن






