أقلام لا تنحني وشهادة لا تسقط بالتقادم
بقلم / عبد العزيز صالح بن حليمان
السبت 22 نوفمبر 2025
في زمنٍ تتبدّل فيه الوجوه وتتقلب فيه المواقف كما تتقلّب فصول السنة يبقى القلم الحر هو الطريق الذي لا يرصف بالمجاملات ولا تنار جوانبه بأضواء المناصب، قلمٌ لا يستأجر ولا ينحني ولا يعرف سوى الحقيقة دليلاً.
فالكتابة ليست هواية عابرة ولا وظيفة مؤقتة إنما موقف وأمانة والكلمة الصادقة كانت وما زالت أثمن من المكاسب وأعلى من المناصب والتطبيل لم يكن يوماً من شيم الأقلام التي تعرف قدر نفسها فالقلم الذي يتغير بتغير المصالح ليس إلا صفقة قصيرة العمر لا وزن لها في ميزان المروءة.
قد يخسر الكاتب أشياء كثيرة في هذا الطريق وقد تتجاهله أطراف متعددة وقد يظهر أحياناً في موقع المهمَّش إعلامياً لكن هذا التجاهل لا يضعف جوهره بل يزيده ثباتاً وشموخاً فالكلمة التي تكتب بضمير ثابت لا تهتز لسبب أو لآخر وتبقى موقفاً يحمله التاريخ وتشهد عليه الأيام.
وحين يهرم الجسد ويعود الإنسان إلى ما خطّته يداه طوال السنين سيتأمل نفسه بصدق كيف كان وكيف أصبح وهل ظل وفياً للعهد أم خذلته الظروف.. فالله وحده يعلم ما تُخفيه النيات وإليه تُرفع الشهادات كلها.
وتمضي الحياة…
قد يخسر المرء وقد يتألم وربما يهمَّش
لكن القلم الحر لا ينحني لأن الحق الذي يحمله أعمق من كل خسائر الطريق وأبقى من كل صخب زائل.






