جرس إنذار يستحق التوقف عنده.. مطالبات واسعة للانتقالي بمراجعة أدائه الإعلامي وإعادة توجيه مساره (تقرير)
تاربة_اليوم / عين عدن
22 نوفمبر 2025
أثار الناشط السياسي وجدي السعدي موجة واسعة من ردود الفعل بعد دعوته قيادة الانتقالي إلى إعادة تقييم أدائها الإعلامي، مؤكداً أن المرحلة الحالية لم تعد تحتمل الخطاب الأحادي ولا الانغلاق السياسي، وقد لقيت تصريحاته تفاعلاً لافتاً بين مهتمين بالشأن السياسي وإعلاميين ونشطاء رأوا في حديثه تشخيصاً دقيقاً لثغرات تتطلب معالجة عاجلة، فيما اعتبر آخرون أن دعوته تفتح نقاشاً ضرورياً حول مستقبل الخطاب الإعلامي ودوره في تعزيز الحضور السياسي للمجلس خلال المرحلة الحساسة الراهنة.
مراجعة شاملة للأداء الإعلامي للانتقالي
ودعا الناشط السياسي وجدي السعدي قيادة الانتقالي إلى مراجعة شاملة للأداء الإعلامي التابع للمجلس، لافتاً إلى أن المرحلة تتطلب خطاباً أكثر انفتاحاً وشمولاً ينسجم مع التطورات المتسارعة ويبتعد عن النهج الأحادي، مؤكداً أن الإعلام الحالي للانتقالي أصبح بحاجة إلى “تصحيح جذري” يعيد توجيه مساره ويمنحه قدرة أكبر على التفاعل مع مختلف الأطراف، محذراً من تكرار أخطاء إعلام الإخوان الذي سقط بسبب انغلاقه واستعدائه للآخر وعدم قدرته على التكيّف مع المتغيرات.
بناء قنوات تواصل واسعة
وأوضح وجدي السعدي أن السياق الراهن يفرض على الانتقالي بناء قنوات تواصل أوسع، والتخلي عن خطاب الصوت الواحد لصالح إعلام مهني يعكس تنوع المكوّنات ويعزز الثقة. ورغم إشارته إلى أن هناك نجاحات تحققت بالفعل، إلا أنه شدد على أنها غير كافية، وأن المرحلة المقبلة تتطلب جهداً أكبر لتصحيح المسار الإعلامي بما يدعم حضور المجلس ويقوّي موقعه السياسي والوطني.
تحالفات أوسع وتواصل أكثر مرونة
ورأى مراقبون سياسيون أن تصريحات السعدي فتحت الباب أمام نقاش حقيقي حول دور الإعلام في تشكيل علاقة الانتقالي بمحيطه السياسي والاجتماعي، معتبرين أن الخطاب الحالي لا ينسجم مع متطلبات مرحلة تتطلب بناء تحالفات أوسع وتواصل أكثر مرونة، مشيرين إلى أن ثمة فجوة بين خطاب المؤسسات الإعلامية التابعة للمجلس وما تفرضه التحولات الإقليمية والدولية من ضرورة تبني منهج أقل صدامية وأكثر قدرة على التكيّف، مؤكدين أن أي إصلاح إعلامي لن يكون مجرد تحسين للرسائل، بل خطوة أساسية في إعادة صياغة موقع المجلس في المشهد السياسي بصورة أكثر اتزاناً.
تطوير الأدوات المهنية لإعلام الانتقالي
واعتبر صحفيون أن انتقادات السعدي تحمل قدراً كبيراً من الواقعية، مؤكدين أن الإعلام التابع للمجلس يحتاج بالفعل إلى تطوير أدواته المهنية وتوسيع مساحات التغطية والتعبير بعيداً عن الخطاب النمطي والصوت الواحد. وشددوا على أن المؤسسات الإعلامية المؤثرة اليوم هي تلك التي تتعامل بروح مهنية منفتحة، قادرة على احتواء الآراء المختلفة وإدارة النقاش العام بمرونة، محذرين من أن تجاهل هذه الضرورة قد يؤدي إلى تراجع تأثير إعلام الانتقالي وفقدانه القدرة على توجيه الرأي العام أو الدفاع عن موقفه السياسي بفاعلية.
جرس إنذار يستحق التوقف عنده
ورأى إعلاميون ونشطاء أن تصريحات السعدي تمثل “جرس إنذار” يستحق التوقف عنده، خصوصاً في ظل اتساع دائرة الانتقادات لأداء بعض المنصات الإعلامية التابعة للمجلس خلال الأشهر الماضية. وأكدوا أن التطور الإعلامي اليوم لم يعد خياراً ثانوياً، بل ضرورة استراتيجية لضمان بقاء المجلس في واجهة المشهد وقدرته على مخاطبة الجمهور الجنوبي بمختلف توجهاته. كما لفتوا إلى أن الإعلام الأكثر تأثيراً هو ذلك القادر على إدارة الخلافات، وفتح قنوات تواصل فعّالة، وتقديم خطاب متزن لا يعزل المجلس عن محيطه أو خصومه، بل يمنحه قدرة أكبر على بناء الثقة وتعزيز الحضور السياسي.
وضع حد للقصور الإعلامي
وأبدى كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تأييداً واسعاً لتصريحات السعدي، معتبرين أنها جاءت في الوقت المناسب لوضع حد للقصور الإعلامي الذي يعاني منه المجلس الانتقالي. ورأى مؤيدون أن دعوته لمراجعة الخطاب الإعلامي تعكس حرصاً على مصلحة المجلس وتطوير أدائه، مشيرين إلى أن الانفتاح على مختلف الآراء واعتماد لغة أكثر مهنية سيعززان حضور الانتقالي وثقته لدى الجمهور. واعتبر المستخدمون أن النقد البنّاء خطوة ضرورية لإحداث تغيير حقيقي، مؤكدين أن المرحلة الراهنة لا تحتمل الجمود، وأن تصحيح المسار الإعلامي أصبح مطلباً شعبياً داخل الأوساط الداعمة للمجلس






