اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى واشنطن – نوفمبر 2025

زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى واشنطن – نوفمبر 2025

بقلم / ٱ. د خالد سالم باوزير

تبدو زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأميركية وكأنها جاءت بعد إعداد وتنسيق مسبق بين البلدين؛ وذلك بهدف إنجاح هذه الزيارة التاريخية. واللافت للنظر هو الاستقبال الكبير الذي حظي به الأمير محمد، إضافة إلى المحادثات الثنائية المغلقة بين الطرفين .

تتضح أهمية الزيارة من خلال الوفد المرافق لسموّه، والملفات التي جرى – أو قد جرى – بحثها، سواء على مستوى الاستثمار السعودي أو صفقات الأسلحة المتطورة، وعلى رأسها صفقة بيع السعودية مقاتلات F-35 الحديثة، إضافة إلى أسلحة أخرى وصفها الجانب الأميركي بالـ “سرية”.

السعودية في عهد هذا الأمير تعيش مرحلة مختلفة عن سابقاتها من حيث الإعداد والتنظيم وقوة الحضور السعودي، إضافة إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الصحف الأميركية ووسائل الإعلام المختلفة – ومنها شبكات مثل CNN – للزيارة ومجرياتها .

تختلف هذه الزيارة عن سابقاتها؛ إذ أكد الأمير محمد في حديثه أن الاستثمارات السعودية الضخمة في الولايات المتحدة ليست بهدف المساعدة، بل تأتي ضمن رؤية المملكة لتحقيق فوائد مالية واستراتيجية تعود بالنفع على الدولة والشعب السعودي .

وعلى الرغم من التاريخ الطويل للعلاقات السعودية–الأميركية الممتد منذ لقاء الرئيس روزفلت والملك المؤسس عبدالعزيز عام 1945، فإن السعودية في هذه المرحلة من الربع الأول للقرن الحادي والعشرين تؤكد على الندية في العلاقة ووضوح المصالح المشتركة، بعيدًا عن فكرة التبعية. فقد كانت مصلحة الدولة السعودية حاضرة في كل المحادثات .

تصريح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأن “السعودية الحليف المتميز والرئيسي في الشرق الأوسط خارج حلف الناتو”، يمثل اعترافا بمكانة المملكة كحليف أول للولايات المتحدة في المنطقة دون منافس. وقد أصبح من الواضح أن مكانة السعودية الاقتصادية قد ارتفعت عالميا، سواء عبر استثماراتها الواسعة في دول العالم أو عبر علاقاتها المتميزة مع القوى الكبرى .

لم تقتصر المحادثات على الملفات الخاصة بالسعودية واستراتيجياتها، بل تضمنت أيضًا ملفات المنطقة. فقد صرّح الأمير محمد بأن المملكة منفتحة على الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، لكن بشرط أساسي يتعلق بإقامة حل الدولتين للفلسطينيين والإسرائيليين، وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة أن الولايات المتحدة – الداعم الأكبر لإسرائيل – بدأت تُبدي اهتمامًا بالتوصل إلى شرق أوسط أكثر توازنًا، تكون فيه القضية الفلسطينية جزءًا من الحل في المرحلة القادمة .

كما طُرحت خلال الزيارة ملفات أخرى مثل الوضع في اليمن والسودان وغيرها من قضايا المنطقة الساخنة .

ويبقى السؤال: هل ستشهد الفترة المقبلة انفراجًا في أزمة اليمن والبحر الأحمر؟ وهل ستنجح الولايات المتحدة في صياغة حلول ناجعة لإنهاء الصراع في اليمن وإحلال السلام، أو ستبرز مستجدات أخرى؟
هذا ما نتوقع أن تتضح ملامحه في الأشهر القليلة المقبلة.

إغلاق