حقٌّ لا يُلغى… وواجبٌ لا يُؤجَّل: إنصاف شهداء حضرموت وإقرار مشروعهم السكني بالغليلة

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : اللواء الركن طيار / فائز منصور التميمي
19 نوفمبر 2025

الأخ رئيس المجلس الرئاسي
الإخوة أعضاء المجلس الرئاسي
الأخ رئيس مجلس الوزراء
الأخ وزير الدفاع
الأخ رئيس هيئة الأركان العامة
حفظكم الله جميعًا،
وبعد…

نخاطبكم اليوم بقلوبٍ يثقلها الألم، ومسؤوليةٍ يفرضها الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه رجالٍ قد رحلوا بأجسادهم، وبقوا بأرواحهم ودمائهم أمانةً في أعناقنا جميعًا… *شهداء حضرموت*.

لقد عاد الحق إلى الواجهة من جديد ملف *مخطط الشهداء بمنطقة الغليلة بمدينة المكلا، الذي يحتوي على اكثر من (1000 قطعة سكنية)،* بعد أن تم إلغاؤه سابقاً من قبل الأخوة بالجهات المعنية، *بحجة توفير موقع بديل أفضل*،
وإننا إذ نتابع هذا الملف بكل أمانة ومسؤولية، نؤكد أن أحقّ الناس بالمواقع “الأفضل” هم الشهداء وأسرهم، *لا سيما وأن أكثر من (621 شهيداً) قد صُرفت لهم استمارات رسمية في المخطط الأول بمنطقة الغليلة، بينهم (456 شهيد من قوات النخبة الحضرمية)* إضافة إلى الشهداء السابقين بالجيش والأمن العام والأمن السياسي والأمن القومي، ممن تمكّنا من الوصول إلى بياناتهم، ولا يزال البحث مستمراً، وكذلك أيضا يستهدف ما تبقى من المخطط لجنودنا الجرحى والمصابين والمعاقين.

*الإخوة القادة*

إن إعادة طرح المخطط الأول أو استبداله بموقع بديل “أفضل” ـــ كما ورد على لسان الأخوة المعنيين ـــ يفرض علينا واجباً أخلاقياً وقانونياً واضحاً،
إذا كان هناك فعلا موقع أفضل، فليكن هو حق الشهداء والجرحى حصراً، وفوق أي اعتبار، فلا يجوز بحالٍ تجاهل حقوقهم أو المساس بما صُرف لهم رسمياً من استمارات، ولا إعادة توزيع المواقع على حساب من وهبوا حياتهم لحضرموت وأمنها.

نحن لا نطالب بإمتيازات، ولا نسعى لمكاسب شخصية…
إنما ندعوكم إلى إحقاق الحق، بإعادة الإعتبار لهذا المشروع لانه ليس مجرد خطوة إدارية، بل موقف أخلاقي وتاريخي يحفظ هيبة الدولة ومكانة جنودها، ويرسخ الثقة بين المواطن والسلطة، ويثبت أن الوطن لا ينسى أبناءه الذين ارتوت أرضه بدمائهم الطاهرة.

*إن شهداء حضرموت لم يبخلوا بحياتهم، فكيف نبخل نحن بحقوقهم؟*
*وإنهم لم يتراجعوا أمام رصاص العدو، فهل نتراجع نحن أمام ورقة قرار؟*

*ختامًا*
نرجو منكم سرعة النظر في هذا الملف الهام جدا بما يعكس مكانتهم، ويصون حق أسرهم، ويثبت أن الدولة لا تهمل من ضحوا لأجل بقائها، ونتمنى أيضا أن نركز جل إهتمامنا بعمل مثل هذه المخططات السكنية للشهداء والجرحى في كافة المحافظات المحررة، كما نجدد العهد أننا سنظل أوفياء لتضحيات أبطالنا، متمسّكين بثوابتنا وقيمنا الراسخة.

الخلود والوفاء للشهداء الأبرار،
والشفاء العاجل للجرحى والمصابين،
وعاشت حضرموت حرةً أبيّة،
ولا نامت أعين الجبناء.

وفقكم الله لما فيه خير الوطن،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*