اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

بين الزوبعة واليقظة: كيف تتحوّل تصريحات البحسني إلى مشروع وطني؟

بين الزوبعة واليقظة: كيف تتحوّل تصريحات البحسني إلى مشروع وطني؟

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : انس علي باحنان
19 نوفمبر 2025

حينما جرى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، أُنشئ بصيغةٍ توافقية، تُمنَح فيها كلُّ منطقة، وكلُّ ثقلٍ جغرافيٍّ أو اقتصاديٍّ أو سياسيٍّ، تمثيلَها العادل في المجلس، بصلاحياتٍ متساوية. وكان الممثّلُ لحضرموت، والمحسوبُ على تمثيلها، اللواء فرج سالمين البحسني.

لقد كان تعثّر مجلس الرئاسة وفشله واضحًا منذ اللحظة الأولى لتأسيسه، وقد كتبنا في حينه الكثير من المقالات التي تنبّه إلى ذلك. غير أنّ هذا التعثّر بات اليوم أكثر وضوحًا، إذ أصبح كلُّ عضوٍ في المجلس يحاول تطويع منصبه، واستثمار وجوده في هرم القيادة لخدمة أجندته الخاصة، بما يضمن بقاءه ونفوذه وجماعته. حتى غدا المجلس ساحةً تتجاذبها الأجندات المتعارضة والمتقاطعة.

أمّا البحسني، المحسوب على حضرموت، فقد ظلّ صامتًا طويلًا، ينظر إلى حضرموت وهي تُنهش أمام عينيه، ويُقتسَم نفوذها واسمها من غير أهلها. ثم انبرى أخيرًا واعتزا وقال: «كفى». ومهما تكن الدوافع، فدعونا نسمي ذلك يقظة ضمير، وإن جاءت متأخرة؛ فالوصول المتأخر خيرٌ من عدم الوصول.

إنّ هذه الصحوة البحسنية لا ينبغي أن تكون فرقعة إعلامية، أو زوبعةً في فنجان، أو مجرّد ردّة فعل على تهميشه وتهميش حضرموت معه، بل يجب أن تكون باب اعتذارٍ وتوبةٍ وطنية عمّا تعرّضت له حضرموت من إقصاء وتهميش تحت مظلّة «تمثيله لها»، وهو في حقيقة الأمر كان — سياسيًّا — شاهدَ زورٍ أو مُحَلِّلًا بتعبير الفقهاء.

ولكي نصدّق هذه الصحوة، ويثبت صدق الاعتزاء البحسني، فلا بدّ من خطة واضحة عنوانها العريض:
«كفى نهبًا وتهميشًا وإقصاءً لحضرموت، وحان الوقت لتأخذ مكانها الطبيعي في محيطها المحلي والعربي والإقليمي والدولي».

والرؤى والبرامج والخطط في هذا المجال موجودة منذ زمن، ولا تحتاج إلا إلى تنفيذٍ جادٍّ وفرضها بسياسة «فرض الأمر الواقع»، كما تفعل كلُّ أطراف الصراع اليمني.

أمّا الخط الرئيس الذي يجب أن يتبناه البحسني، ويعمل على فرضه داخل مجلس الرئاسة، فهو حق حضرموت في الحكم الذاتي المؤدي إلى حق تقرير المصير. فإن كان اللواء فرج صادقًا في دعواه وحرصه على أن تستعيد حضرموت حقَّها المشروع في الريادة والقرار، فعليه أن يُشكّل رابطةً وطنية حضرمية، وفريقًا من أبناء حضرموت في الداخل والخارج، يكونون عونًا له في تنفيذ البرامج والأنشطة السياسية والاجتماعية والفكرية، الهادفة إلى إيصال حضرموت إلى موقعها المرموق.

إنّ مشروعًا كهذا لن يُكتب له النجاح إلا إذا كان عمله من داخل حضرموت، وينعكس أثره في الداخل والخارج. أمّا دون ذلك، فسنظلّ — كما يقول المثل — «ننفخ في قِرْبةٍ مَشعوقة».

حفظ الله حضرموت، ودام عزّها ورفعتها.

*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*

إغلاق