الموروث الشعبي .. هل سيظل ضمن اهتمامات أجيالنا الجديدة ..؟!!
بقلم – أحمد باحمادي..
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025م
لكل شعب جذور مسترسلة تكمن في الموروث الشعبي، فالشعوب بمختلف أجناسها تهتم بموروثها الشعبي وتعمل على تنظيمه وتفسيره وإشاعته ليكون في متناول الأجيال الجديدة ويبقى شامخاً في الحاضر والمستقبل.
في الوقت الحالي ومع شيوع وسائل الحداثة والانفجار المعلموماتي الكبير وتأثير العولمة والتقنيات الحديثة حظي الموروث الشعبي ـ مع الأسف ـ بقلة اهتمام وعناية من قبل الجيل المحدث، إذ لم يتعهدوه ويتتبعوا خطواته، بل ظل أمراً هامشياً ككثير من القيم والمبادئ التي رهفت في هذا الزمن الغريب.
عشاق الموروث الشعبي السابقين طواهم الزمن ولم يعدْ من شاكلتهم إلا القليل، لهذا فإن الأصالة أمست اليوم مهدّدة بوجود فجوة بين الأجيال السابقة واللاحقة لا بدّ من السعي إلى ردمها.
إن الاهتمام بالموروث الشعبي عند الأجيال الحديثة يختلف من مكان لآخر ومن مجالات لأخرى منها الفنون والتراث الغنائي، كالأغاني الشعبية والرقصات والأزياء التقليدية، ومنها التراث الرقمي عبر توثيق القصص والعادات في وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة من القنيات الحديثة في توثيقه وحفظه وتنظيمه ونشره.
وهنا ينبغي علينا أن نوضح شيئاً من المعالجات الكفيلة بإعادة الألق والاهتمام بالموروث الشعبي لدى الأجيال القادمة ونذكر منها :
الاهتمام بالوعي أو التعليم التراثي في المدارس والمجتمع، والعمل على إبطال النظرة التي ينظر بها الشباب للموروث الشعبي على أنه قديم أو لا يواكب العصر الحديث.
كذلك أهمية دمج التراث بالفن الحديث والإعلام الرقمي والاهتمام بالمعارض والمهرجانات التي تُبرز التراث بشكل ممتع، ودعم المبادرات الشبابية التي توثق العادات والتقاليد بأسلوب معاصر.
وختاماً فالموروث الشعبي يعتبر جزءاً أساسياً من هويتنا الحضرمية، فهو يعكس عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الأصيلة، ومع تطور الحياة الحديثة وتغير أنماطها كان لزاماً علينا أن نربط أجيالنا بموروثنا الشعبي ونلفت اهتمامهم إلى أهميته ونحذرهم من مغبة إهماله والإعراض عنه.
جمال الماضي لا يتجسد لنا إلا عبر موروثنا الشعبي الجميل والبديع، لذا فالحفاظ عليه سيظل مسؤولية جماعية لأنه يجسد جذورنا الحضرمية الأصيلة وذاكرتنا الثقافية وهو الأساس الذي نبني عليه مستقبلنا المشرق.






