اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

أنقذوا ما تبقّى منّي!

أنقذوا ما تبقّى منّي!

بقلم / أ. عوض بلعيد لكمان
الاحد 16 نوفمبر 2025

منِي… أعني بها ذلك المعلّم الذي أُجبر على السير في طريقٍ مملوءٍ بالشوك، طريقٍ لا مجال فيه للعودة إلى الوراء، ولا يبدو في أفقه أملٌ للمضيّ قدمًا سوى باب السجن… حيث يمكث مع اللصوص والقتلة وأصحاب السوابق. حيث خُيّر بين أن يعمل بلا راتب ولا حقوق، وأن يعاني في سبيل توفير أبسط متطلبات أسرته، أو أن يُساق إلى المحاكم ويُجرَّ إلى الزنازين بتهمة الإضراب عن العمل في وطنٍ أنهكته الحرب، التي لن تنتهي كما يبدو إلا حين تمتلئ بطون المسؤولين عن هذا الخراب.

أنقذوا ما تبقّى من ذلك الجسد المنهك، من ذلك الهيكل المحطّم الذي يحاول الوقوف كل مرة، ويحمل على كتفيه شعورًا عميقًا بالمسؤولية. أنقذوا المعلّم الذي يتكسّر في كل مرة يصطدم فيها بمحاولات النيل منه على أيدي من كان يومًا سببًا في وصولهم إلى مناصبهم ورتبهم العالية. أنقذوه من اتهامات المجتمع الجائرة، من الأصابع التي تشير إليه بالتقصير والتخاذل، وكأنه هو المسؤول عن الخراب كله، وهو الذي يقف على خط النار الأخير في الحفاظ على التعليم والحياة.

أيها المجتمع الفاضل… نعم، لقد خسر المعلّم معركة الإضراب أمام القضاء، لكن الدافع الحقيقي الذي أعاده إلى ساحات المدارس لم يكن خوفًا من حكمٍ أو تهديد، بل كان إحساسًا غامرًا بالمسؤولية تجاه وطنٍ يضجّ بأنين المظلومين. وطنٌ علا فيه صراخ المحتاجين حتى أصمّ الآذان، بينما يحول البعض ذلك الصراخ إلى سيمفونية يتسلّون بها، ثم يلقون اللوم بغير حق على أولئك المقهورين تحت شعار “المصلحة العامة”.

إغلاق