اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

غذاؤنا الأخير… الأسماك بين مطرقة التلوث وسندان الاصطياد الجائر

غذاؤنا الأخير… الأسماك بين مطرقة التلوث وسندان الاصطياد الجائر

بقلم / فهمي الذييبي
الجمعة 15 نوفمبر 2025

في زمن تتسارع فيه الأزمات الغذائية وتزداد فيه المخاوف الصحية، يقف المواطن أمام سؤال مقلق: ما الذي تبقّى لنا من غذاء آمن؟ وبين كل الخيارات الملوّثة والمصنَّعة، لم يعد أمام الناس سوى الاعتماد على الأسماك والأحياء البحرية باعتبارها آخر مصادر الغذاء النقي.

فعند النظر إلى مائدة المستهلك اليوم، نجد أن معظم الأغذية أصبحت إمّا صناعية أو معدّلة وراثيًا، أو زراعية تعرّضت لمبيدات كيميائية قوية. كما امتلأت الأسواق بمحسنات النكهات والصبغات والمواد الحافظة التي أثبتت الدراسات خطورتها المباشرة على صحة الإنسان. وحتى المياه التي تشكل أساس الحياة لم تسلم من الإضافات الكيميائية التي تُبرّر تحت مسمى المعالجة أو التعقيم.

ولم تعد المواد الضارة تقتصر على ما نأكله فقط، بل امتدّت إلى ما نستخدمه في حياتنا اليومية. فالكثير من المستحضرات التجميلية المتداولة تحتوي على مركّبات كيميائية وعطور صناعية ومواد حافظة قد تُمتص عبر الجلد وتؤثر على الصحة على المدى البعيد. وفي الوقت نفسه، انتشرت في الأسواق أنواع من الزيوت المهدرجة المستخدمة في الطهي، وهي من أخطر المواد التي تُلحق ضررًا مباشرًا بالجسم وتزيد معدلات الأمراض المرتبطة بالغذاء.

تواجه الثروة البحرية العديد من التحديات، بما في ذلك الصيد المفرط والتلوث بأنواعه المختلفة، ما يجعل حماية الموارد البحرية والحفاظ على استدامتها أمرًا ضروريًا للجميع.

إن الحفاظ على الثروة البحرية مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف الجميع: الحكومة، والمؤسسات، والمجتمع المدني، والصيادين، وكل أفراد المجتمع. من خلال الالتزام بالممارسات البيئية السليمة، والحفاظ على نظافة المياه، ومراعاة استدامة الموارد البحرية، يمكننا ضمان استمرار هذا المصدر الحيوي للغذاء. فكل جهد يبذل اليوم في حماية البحر يعني غذاءً آمنًا ومستدامًا للأجيال القادمة، ومجتمعًا صحيًا قادرًا على مواجهة تحديات المستقبل.

إغلاق