اتصال هاتفي من ردفان ووجع أبين

بقلم / عادل عياش

في مساءٍ هادئ وبينما كنت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كعادتي وردني اتصال هاتفي من رجلٍ لا يشبه سائر الرجال من قامةٍ وطنيةٍ شامخة من ابنٍ بارٍ لردفان الثورة والكرامة العميد حسين أحمد العلوي كان صوته يحمل من الحزن بقدر ما يحمل من الحنين ومن الغضب بقدر ما يحمل من الأمل تحدثنا طويلًا وكأن الزمن توقف ليستمع لنا كانت أبين الجريحة محور حديثنا تلك المحافظة التي تئن تحت وطأة الجبايات وتُنهميش من كل جانب بأنياب الفساد وتُترك لتواجه مصيرها بصمتٍ موجع

تحدثنا عن معاناة المواطن عن لقمة العيش التي باتت حلمًا وعن الكرامة التي تُسلب في وضح النهار تحدثنا عن وطن يتآكل من الداخل عن قياداتٍ لا ترى إلا مصالحها وعن شعبٍ يرزح تحت أثقال لا تُحتمل

كان العميد حسين احمد العلوي يتحدث من قلبه من وجدان رجلٍ عاش الميدان وعرف معنى التضحية وذاق مرارة الخذلان وكان حديثه صادقًا نابعًا من حرقةٍ لا تُخفى ومن غيرةٍ لا تُشترى.

تحدثنا عن الكثير والكثير عن تفاصيل لا يسعني الوقت أن أطرحها هنا لكنها ستبقى في القلب وستظل تُؤرق الضمير

ما أدركته من هذا الاتصال أن هناك رجالًا لا يزالون يحملون همّ الوطن ويصرخون في وجه الظلم ويؤمنون أن التغيير يبدأ من كلمة من موقف من وقفة شرف

ياشوقني شووق لردفان الذي انجبت رجالًا لا ينحنون وأبين تستحق أن تُنقذ والوطن بحاجة إلى من يُعيد له روحه

ولنا لقاء آخر حين يُكتب للصدق أن ينتصر وللحق أن يُسمع

وللحديث بقيه باذن لله تعالئ انتظرون