اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

يا سيادة المحافظ

يا سيادة المحافظ

مقال لـ / أشرف احمد
الجمعة 14 نوفمبر 2025

يا سيادة المحافظ… لا مجال اليوم للمجاملة، فالمشهد في حضرموت بلغ مرحلة لم يعد الصمت فيها فضيلة. كيف يمكن للسلطة المحلية أن ترفع شعار التنمية وتفتح ملفات مشاريع جديدة، بينما ملفات أساسية، مصيرية، ما تزال غارقة في التعثر والقرارات المؤجلة؟! كيف نتحدث عن خطط واسعة، ورواتب موظفي الصحة والتربية – عصب المجتمع – ما تزال موقوفة منذ خمسة أشهر كاملة؟!

هل يُعقل أن يقف المدرس أمام طلابه وهو يخبئ جوعه تحت سترته؟! أهذا ما نريده للتعليم؟! وهل يُنتظر من الطبيب أن ينقذ الأرواح بينما هو نفسه يواجه فراغ الجيوب وضغط المسؤوليات؟! أي عدالة تسمح لمسؤول أن يسلّم راتبه نهاية كل شهر، بينما من يقدّم الخدمة للناس يظل واقفًا على بوابة الصبر؟!

يا سيادة المحافظ، الخلافات الإدارية داخل مكاتب السلطة تحولت من اختلاف رأي إلى مأزق يومي يشل حركة القرارات. كل مكتب يسير في اتجاه، وكل مسؤول يجر الحبل ناحيته، بينما المواطن العادي يدفع ثمن هذا العبث. هل هذا مقبول؟! هل هذا يعكس إدارة حقيقية أم مجرد ضجيج بلا نتيجة؟

والسؤال الجوهري: كيف نبدأ بجديد، والقديم ما يزال ينزف؟
كيف نفتح مشاريع لا نعرف مصيرها، بينما ملفات الناس المعلقة تصرخ منذ شهور؟! أليس من أولى أولويات الدولة أن تُنهي التزاماتها قبل أن تبدأ أي خطوة جديدة؟! أم أننا سنستمر في بناء واجهات إعلامية لا تقوى على الصمود بعد إطفاء الكاميرات؟

يا سيادة المحافظ… أنت ابن حضرموت، والقبيلة تعرفك وتعرف عنك القوة والنخوة والمروءة. لذلك الناس تتحدث إليك مباشرة، لا لتشكك ولا لتناكف، بل لتطالب بحقها الطبيعي:
عالج ملف الصحة. عالج ملف التربية.
لا نريد وعودًا؛ نريد قرارًا.
لا نريد لجانًا؛ نريد حلاً.

وفي الختام… يا سيادة المحافظ، العنوان الذي نضعه أمامك ليس مجرّد افتتاحية، بل دعوة واضحة:
هل ستجعل يا سيادة المحافظ بداية لمرحلة إصلاح حقيقي؟
أم سيظل العنوان أكبر من الفعل؟

إغلاق