اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

ظواهر ومظاهر غير محمودة يلزم إنهائها

ظواهر ومظاهر غير محمودة يلزم إنهائها

بقلم / الشيخ حسين غالب العامري
الاحد 9 نوفمبر 2025

الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على الرحمة المهداة ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، لتبقى كلماتنا تُسطّر للتعبير عن همومنا وواقعنا المؤلم، فقد تطرقنا إلى الكثير والكثير من المعاناة والهموم. وسنتطرق في مقالنا هذا إلى بعض الظواهر التي سبق أن تناولناها في مقالات سابقة، ولكن — كما يُقال — “أذن من طين وأذن من عجين”. ومن الواجب أن نطرق كل الأبواب، لعلنا نتجاوز هذه المظاهر السيئة التي لا ترفع من مقام الفرد ولا المجتمع.
الظاهرة الأولى: وهي إطلاق النار في الزواجات، ذلك العبث الذي أزهق أرواحًا بريئة. فالرصاص الراجع ومشكلاته قد تُنهي فرحة ابنك أو قريبك، ويتسبب في يتم أطفال وفقدان أسرٍ لأعزّ ما تملك.
وفي الأسبوع الماضي، اطّلعنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي على حادثة في مديرية الريدة وقصيعر، حيث تم إطلاق النار بكثافة في أحد الزواجات، وأُصيبت أحد أفراد أسرة كانت في فناء منزلها برصاصة راجعة — ولله الحمد كانت الإصابة في يده فقط.
فنقولها: إلى متى هذا العبث واللامبالاة بأرواح الناس؟! أين العقلاء والحكماء؟ أين دور الدولة؟! أَهَانَت الأنفس إلى هذا الحد؟!
الظاهرة الثانية: ظاهرة الدراجات النارية في ليلة الزفاف، وما تسببه من إزعاجٍ للناس، وخاصة كبار السن والمرضى في بيوتهم، بأصواتٍ مزعجة واستعراضاتٍ شبابية لا فائدة منها، يسعى كلٌّ منهم للظهور أمام النساء والفتيات، وغالبًا ما تنتهي تلك التصرفات بمشاجراتٍ أو حوادثٍ وسفك دماء.
فنقولها لسلطة الأمن: إن لم يكن هناك ردعٌ وضربٌ بيدٍ من حديد لكل العابثين والمستهترين بأمن المجتمع وسكينته، فستتفاقم المشكلة أكثر.
وهناك ظاهرة أخرى نشاهدها في الزواجات، وهي ما يُعرف بـ “زفّة المعاريس”، حيث يُرمى المال على العريس ليس دعمًا له، بل للمطبلين والمزمرين الذين يتقاضون أجورهم. فلماذا هذا التفاخر والتباهي؟ ولماذا إحراج الآخرين وهم بأمسّ الحاجة لتلك الأموال؟! إنها مظاهر لا تمتّ إلى الكرم الحقيقي بصلة، بل إلى حب الظهور والتفاخر.
وكذلك ظاهرة العزائم المبالغ فيها والتصوير المفرط للولائم، بل إن البعض يطلق وابلًا من الرصاص ترحيبًا بالضيوف!
فأين يذهب هذا الرصاص يا هؤلاء؟! ولماذا كل هذا الاستعراض؟!
والبلاد تمرّ بحالة تقشّف، وهناك إخوة لنا لا يملكون ثمن وجبة يومٍ واحد، فضلاً عن تكاليف العلاج أو السفر للخارج.
كثيرون يعانون أمراضًا مستعصية، ولا يستطيعون تحمّل تكاليف العلاج أو المكوث في الخارج للعلاج اللازم.
أفلا نرقى؟!
أفلا نبسط بساط الرحمة والمروءة والإنسانية؟!
ألا نُعين إخواننا ونفرّج كربات الناس حتى ينظر الله إلينا برحمته ويرفع عنا ما نحن فيه؟
إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
فلنبدأ أحبتي بكل سبل التغيير والإصلاح، سائلين الله الهداية والصلاح.

إغلاق