الشيخ عبدالله بن دول.. أيقونة العطاء الحضرمي ومهندس النهضة الطبية في حضرموت
بقلم / د.يسلم صالح العمودي
الاثنين 3 توفمبر 2025
في إنجاز طبي وإنساني استثنائي يضاف إلى سجل حضرموت المشرق، دُشنت اليوم في مركز المكلا للعلاج الإشعاعي أحدث وحدة للعلاج الإشعاعي الداخلي (Brachytherapy)، وهي الأولى من نوعها على مستوى المحافظات المحررة وبمواصفات تضاهي المراكز العالمية، بفضل مبادرة ودعم الشيخ عبدالله بن دول – رجل العطاء الذي جعل من الإنسانية منهجًا ومن خدمة المريض رسالةً سامية.
لقد أثبت الشيخ عبدالله بن دول أن الأثر لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال والمشاريع التي تزرع الأمل في نفوس المتعبين. ففي الوقت الذي يبحث فيه الكثيرون عن مجدٍ زائل في الدنيا، اختار هذا الرجل أن يجعل ماله ووقته وجهده في سبيل الإنسان وخدمة الوطن، ليجسّد روح حضرموت الخيّرة التي تعطي بصمت وتبني بأمل.
تُعد الوحدة الجديدة إنجازًا طبيًا نوعيًا، إذ تعمل بنظام عالي الجرعة (HDR) من الشركة الألمانية BEBIG، وتستخدم مصدرًا مشعًا كوبالت-60 (Co-60) مصغرًا يتم تركيبه داخل جهاز بعد-تحميل آلي (afterloader)، ما يُمكّن من توصيل جرعات دقيقة من الإشعاع مباشرة إلى الورم، مع تقليل الأثر على الأعضاء السليمة كالمثانة والمستقيم.
وتُعتبر هذه التقنية ضرورة علاجية وليست اختيارًا إضافيًا، خصوصًا في علاج سرطان عنق الرحم، إذ ترفع معدلات السيطرة الموضعية على الورم وتقلل المضاعفات، وهو ما كان حلمًا بعيد المنال لمرضى السرطان في اليمن حتى الأمس القريب.
وبتكلفة تجاوزت مليون دولار، قدّم الشيخ عبدالله بن دول هذه الخدمة مجانًا للمرضى، ليُكمل منظومة العلاج الإشعاعي في حضرموت، ويجعل من مركز المكلا للعلاج الإشعاعي صرحًا طبيًا متكاملًا ينافس المراكز الإقليمية والعالمية.
إن ما يقدمه الشيخ عبدالله بن دول ليس صدقة عابرة، بل نهج متكامل من العمل الإنساني المؤسسي، القائم على العلم والدقة والمعايير الدولية. فقد آمن أن علاج المرضى وبناء الإنسان هما أعظم أبواب الخير، وأن ما يبقى بعد رحيل الإنسان هو أثره في قلوب الناس.
لقد أثبت هذا الرجل أن حضرموت لا تزال ولّادة بالرجال الأوفياء الذين يعملون بصمت، ويُنجزون من أجل حياة الآخرين.
فجزى الله الشيخ عبدالله بن دول خير الجزاء، وبارك في جهوده وأعماله، وجعلها في ميزان حسناته، فهو بحق نموذج العطاء الحضرمي اللامحدود.






