هَمَسَاتُ لَيـل ‼️
كتب – عبد الرحمن باجـري
الاثنين 3 نوفمبر 2025
و أنت تتجَوَّل بمُفرَدِك في ليلٍ حالكٍ أَسْوَد ، يسودُهُ الهدوءُ من كلِّ جانب ، و ما بين نسمات الهواء الباردة ، و حَفيف الشجر ..
تتذكّر ما مَـرَّ ، و تَتأمَّل ما سَيَمُـرُّ ، و ما بينَ ما مَـرَّ و ما سَيَمُـرُّ ، ستجِد نفسَك أمام خِيارَين أحلاهُمَا مُرُّ ..
و في نهايةِ المَطاف ستجِد أنّك تَتَقلَّب في نِعَمٍ كثيرة ، فعَمُلُك الذي تَتَأفَّف منه هو حُلم كُلّ عاطل عن العمل ، و صحّتُك هي حلم كُلّ مريض ، و ابتسامتك الساحرة هي حُلم كُلّ حزين ، طعامك المتواضع هو حلم كُلّ جائع ، و ابنك المُشاكِس هو حلم كُلّ عَقِيم ، بيتُك الذي تعيش فيه و أنت آمِن هو حلم كُلّ مُشرَّدٍ خائِف ، و سيارتُك القديمة و درّاجتُكَ المُهترِئَة هي حُلم كُلّ مَن لا يملك سيارة و لا درَّاجة ، عندها ستُدرِك أنَّكَ أفضل من غيرِك .
حينها ستقول من أعماقِ قلبِك ( الحَمدُ للَّه) ، و تَهمِس في قَرَارِ نفسِك : سأُواصل طريقي في دروبِ الخَير ، لن أتَزَحزَح ، ولن أتغيَّر .
سأبقى ـ مَهمَا صارَ و مَهمَا كان ـ كما كُنتُ ، وكما أنا، سَأُعامِلُهُم بِأخلاقي التي نشأتُ عليها لا بِأخلاقِهم ، فالنّاسُ معادن ، والمعدن النَّفِيس ـ مَهمَا غطَّاهُ التُّراب ـ لا يَصدأ ولا يَتَبدَّل .






