حكومة بلا بوصلة.. ووطن يغرق في الأزمات
بقلم – عبد العزيز صالح بن حليمان
الاحد 2 نوفمبر 2025
خمسة أشهر مضت على تولي رئيس الحكومة مهامه دون أن يلمس المواطن خلالها أي إصلاح حقيقي سوى وعود متكررة وتصريحات لا تتجاوز حدود المنصات الإعلامية فيما الواقع يتحدث عن أسعار ترتفع وخدمات تنهار ورواتب تتأخر ومعاناة تتسع يوماً بعد يوم وما سمِّي بـتعزيز قيمة العملة لم يكن سوى ضربة موجعة قصمت ظهر المغترب وجلبت للمواطن مزيداً من الغلاء والضيق بينما الرقابة على الأسواق غائبة والإصلاح الاقتصادي شعار بلا فعل.
وفي خضم هذا التدهور تتزايد الخلافات داخل المجلس الرئاسي فذاك يعيّن وذاك يعزل وهذا يغادر عدن وذاك يصلها والوطن يغرق والمواطن وحده يدفع الثمن.
القرارات تتنازعها الولاءات والمصالح الخاصة تطغى على المصلحة العامة حتى باتت الدولة كمن يُساق بلا بوصلة ولا رؤية.
المعلم مضرب في شهره الثالث بلا حقوق والموظف ينتظر راتباً غائباً منذ أشهر والأسعار تلتهم ما تبقّى من قدرة الناس على الصمود فأي إصلاح هذا الذي لا يُطعم جائعاً ولا يُنصف معلّماً؟
لقد تحوّل الصبر إلى وجعٍ والسكوت إلى قهر والناس ما عادوا يحتملون هذا العبث بمصيرهم ومعيشتهم.
كفاكم عبثاً بالوطن ونهباً لثرواته وتجويعاً لشعب صابر .. كفى تجاهلاً للمعلمين.
يا حكومة اليوم:
إن كنتم تصنعون مستقبلاً للأحفاد فأعيدوا لنا حاضراً يمكن العيش فيه فالوطن لا يُبنى بالخطابات بل بضميرٍ حيٍّ يشعر بوجع الناس.
ارحموا هذا الشعب الذي نُهبت ثرواته واستُبيحت كرامته فللصبر حدود وعند الله تلتقي الخصوم.






