مأساة الفاشر
بقلم / عبدالرحمن علي باضاوي
السبت 1 نوفمبر 2025
في خلال الأيام السابقة سقطت مدينة الفاشر عاصمة المنطقة الشمالية لولاية دارفور السودانية ، في أيدي مليشيات الدعم السريع بعد حصار وحرب دامتا اكثر من عام على المدينة ، ولا اعلم كيف أصف المشاهد والصور التي شاهدها اغلب الناس في كل اصقاع العالم ، من جرائم قتل وحملة إعدامات ميدانية وتعذيب وتجويع بحق مواطنيين عُزل ، في مواقف تخرج عن تعاليم ديننا الحنيف ، ومخالفة للإنسانية وترمي بكل المواثيق والأعراف الدولية لحقوق الإنسان بعرض الحائط ..!
قد تحولت الفاشر التي كانت رمزا للتعايش والصمود إلى مدينة منكوبة ، تنزف وجعا ودما تحت صمت العالم ، وكأن المأساة لا تحدث في كوكبنا ذاته ، لم تعد الصور القادمة من هناك مجرد مشاهد حرب ، بل شهادات على سقوط الضمير الإسلامي و الإنساني ، حين تترك الأرواح تزهق دون مساءلة ، وتباد أحياء كاملة لأنهم فقط وجدوا في المكان الخطأ والزمان الخطأ ، وجدوا في أيدي أناس لم تعرف للرحمة طريقاََ ، ويقتلون النفس المسلمة بكل دم بارد دون ان يرمش لهم جفن..!
ندعوا الاطراف المحيطة والأقليمية والدولية بالتدخل العاجل والفوري والغير مشروط ، لإنقاذ حياة الناس الأبرياء العزل هناك من مخالب مجرمين الحرب ، سواء تدخل عسكرياََ او سياسياََ او إغاثياََ ، لان الوضع اصبح مخيف ومرعب واصبح الجوع ينهش اجسادهم ، وأيضا على الجهات المسؤولة والمعنية بمحاسبة هؤلاء الذين سقطوا من مربع الإنسانية والمتمردين على الدولة ، وقيام بمحاكم علنية تنصف الضحايا، وتعيد الاعتبار للإنسانية التي انتهكت بأبشع الصور..!
