المقدم عمرو كسر الحواجز النفسية وانتصرت حضرموت
بقلم: أ.د. خالد سالم باوزير
تابعتُ مواقع التواصل الاجتماعي منذ نهار الخميس، عقب زيارة الشيخ عمرو، رئيس الحلف، والمرافقين له إلى كور شيبان. وقد كانت هذه الزيارة بكل تأكيد كسرًا للحواجز النفسية وتفويتًا للفرص على من أراد إشعال الفتن بين الحضارم في هذه المنطقة لأهداف سياسية، وسعيًا لدق إسفين بين الإخوة القاطنين في هضبة حضرموت منذ مئات السنين، في أرض الآباء والأجداد، وبين القبائل الحضرمية التي تعيش في أمنٍ وسلامٍ وتداخلٍ ومصاهرةٍ وعلاقاتٍ اجتماعيةٍ قويةٍ ومتينة كقوة جبال الهضبة الحضرمية، الشاهدة على كل أحداث التعاضد بين قبائل حضرموت الأبية الصادقة في علاقاتها الاجتماعية والمترابطة ثقافيًا وسياسيًا على مدى العصور الماضية ..
وقد ظهر ذلك جليًا في الاستقبال الكبير من رجالات المنطقة وشيوخها، وحضور الشعراء الذين تحدثوا بكلماتٍ شعريةٍ مؤثرةٍ وقويةٍ، دعت إلى الوحدة الحضرمية، وعكست الترحيب وحسن الضيافة، والتعبير عن الفرح بما يشهده الجميع من تقاربٍ بين الإخوة في الهضبة ..
إن زيارة الشيخ عمرو كانت بحقٍّ زيارةً تاريخية، أزالت اللغط والقيل والقال، وأظهرت للشعب الحضرمي أن هناك قوى سياسية من خارج حضرموت تبث الإشاعات والفتن، وتسعى لتفريق كلمة الحضارم ووحدتهم التاريخية، للوصول إلى أهداف باتت معروفة للجميع، وهي السيطرة على حضرموت وقرارها السياسي والاقتصادي، وإشعال الفتن، وبث عدم الاستقرار، للسيطرة على موارد الثروة النفطية، إضافةً إلى نقل تجاربهم في الصراعات إلى حضرموت ..
لكن الحضارم كانوا على وعيٍ وفطنةٍ، فميّزوا الأخ والجار، والصادق في تعامله مع إخوانه في هضاب وجبال حضرموت، لقد فشلت كل أصوات النشاز ومخططات أعداء وحدة حضرموت وحلفها وشعبها، وانتصرَت إرادة الحضارم في الوحدة، وفي العمل على تحقيق مطالب حضرموت التي رفعها الحلف في يوليو 2024، وهي المطالب التي حظيت بإجماع كل الحضارم، بمن فيهم أتباع الأحزاب والمكونات السياسية في عموم جغرافية حضرموت ..
وفي النهاية، فشلت المساعي السيئة لإثارة الفتن، وذهبت الأموال المدفوعة سياسيًا لشق الصف الحضرمي أدراج الرياح، وانتصر الحلف ليبقى شامخًا، حاملًا راية الوحدة الحضرمية، ساعيًا لتحقيق الأهداف المرسومة، مؤكدًا أن حضرموت ماضية نحو مواجهة التحديات، وإصلاح ما أفسدته سنوات الإهمال من حكوماتٍ لا يهمها سوى نهب الثروة وتجاهل مطالب أهل الأرض ..
إن الحكم الذاتي أصبح خيارا لا رجعة عنه، وسبيلا لرفع المعاناة عن أبناء حضرموت من تدهور الحالة المعيشية الصعبة ..
سيروا يا حضارم إلى الأمام، والله يرعاكم.






