اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

أطفالنا بين أيدي الأجهزة الذكية… من يوقف هذا النزيف الصامت؟

أطفالنا بين أيدي الأجهزة الذكية… من يوقف هذا النزيف الصامت؟

بقلم / الأستاذ فؤاد سالم باربود
الاحد 26 اكتوبر 2025

لم يعد الهاتف الجوال اليوم وسيلة ترفيه فحسب، بل أصبح ضيفاً دائماً في حياة أطفالنا، بل شريكاً يشاركهم أنفاسهم وساعات نومهم ويقظتهم، حتى باتت الطفولة أسيرة شاشة صغيرة، تسرق العقول قبل الأوقات، وتغتال البراءة قبل أن تنضج الأحلام.
أيها الآباء والمعلمون…
إن أخطر ما يواجه جيل اليوم ليس الفقر أو المرض فحسب ، بل الإفراط في استخدام الهواتف والأجهزة الذكية التي تُحدث تدميراً بطيئاً في عقول الأطفال ونفسياتهم دون أن نشعر.
فقد أكدت دراسات علمية حديثة أن التعرض الطويل لشاشات الجوال يؤدي إلى ضعف التركيز، اضطراب النوم، تشتت الانتباه، القلق، والعزلة الاجتماعية.
كما أن الإشعاعات الزرقاء المنبعثة من الشاشة تضعف نمو خلايا الدماغ عند الأطفال، وتؤثر على الأعصاب الدقيقة التي تتحكم في الانفعالات والسلوك.

*النتيجة الحزينة*:
طفل ضعيف الذاكرة، سريع الغضب، قليل التواصل، فاقد للشغف الدراسي.
طفل يُجيد التعامل مع الشاشة أكثر من التعامل مع الناس، يحفظ أسماء الألعاب ولا يحفظ سور القرآن، يلهو في العالم الافتراضي وينعزل عن العالم الحقيقي.

*ومن الجانب التعليمي*:
لاحظ المربون والمعلمون انخفاضاً ملحوظاً في مستوى التحصيل الدراسي عند طلاب يقضون ساعات طويلة على الأجهزة، فالعقل الذي يتعود على التنقل السريع بين المقاطع القصيرة والصور اللامعة يفقد تدريجياً قدرته على التركيز والتفكير العميق، فلا يصبر على قراءة فقرة أو حل مسألة.
*الواجب علينا جميعاً*:

أن نؤخر قدر الإمكان تسليم الجوال للأطفال، وأن نراقب استخدامهم له عند الضرورة.
أن نملأ أوقاتهم بالبدائل الإيجابية: القراءة، اللعب الحركي، الأنشطة المدرسية والرياضية.
أن يتعاون البيت والمدرسة في توعية الطلاب بخطر الإدمان الرقمي، وتقديم نماذج حقيقية لأطفال تأثروا سلباً بسبب ذلك.
وأن يكون الأب والأم قدوة في ضبط استخدام الهاتف، فالأب الذي ينصح ابنه ثم يظل منشغلاً بهاتفه يفقد أثر نصيحته.
فلنحفظ طفولتهم من هذا الغزو الصامت، ولنمنحهم حقهم في أن يعيشوا حياة طبيعية، بعقول نشطة ونفوس مطمئنة وأجساد سليمة.
فالعقل الذي يتربى على ضوء الشاشة يبهت نوره مبكراً، أما الذي يتربى على ضوء العلم والتربية والإيمان، فيكبر وهو يضيء الحياة من حوله.

إغلاق