حضرموت حاضرة أينما كان الحضرمي
بقلم – أ.د. خالد سالم باوزير
المكلا – 27 أكتوبر 2025
لكل مجتهدٍ نصيب ومكانة ومن طلب العلا سهر الليالي وخريجو كلية الشرطة بحضرموت دفعة 2025 هم من حماة حضرموت ورجالها الذين نذروا أنفسهم لخدمة أهلهم ووطنهم ، وقد كان الشيخ عمرو رئيس حلف حضرموت حاضرًا بمبادرته واللقاء بهم، موقفٍ يعكس إحساسًا بالمسؤولية، وإيمانًا بأن حضرموت أمانة يتحملها ، ويسعى دوما للوصول إلى كل حضرمي من أبناء هذه الأرض الطيبة لرفع شأنها وإعلاء مكانتها ..
إن حضرموت ولّادة بالرجال، فقد أسهم الحضارم في صنع التاريخ داخل الوطن وخارجه، وبلغ صيتهم وسمعتهم كل بقاع العالم، فما من شمسٍ تشرق على أي بقعة من كوكب الأرض إلا وتجد فيها حضرميا يمارس حياته بعمله وسلوكه ومبادئه ودينه وثقافته ..
ورغم أن كثيرين منهم من أحفاد الجيل الثالث أو أبعد، إلا أن الهوية الحضرمية لا تزال سائدة، تمارس قولًا وعملاً في التخاطب والمعاملة وحسن المعشر والأمانة في مختلف شؤون الحياة ، ونادرا ما تجد بلدا في أرجاء المعمورة إلا وحضرموت حاضرة فيه بأبنائها، يحملون همها في عقولهم، ويجسّدون قيمها في تعاملهم مع الشعوب التي يعيشون بينها، طلبًا للعيش الكريم بعزة واحترامٍ ومحبة ..
أيها الحضرمي كن كما كان أبوك وجدّك في كل الأوقات، كما تربّيت على حبّ الآخرين والتضحية من أجلهم، بعيدًا عن الغرور وحب الذات، وعن خلط الأوراق بالأمور الدنيوية البعيدة عن الدين والقيم والسلوك الحضرمية الأصيلة التي توارثها الأجداد منذ آلاف السنين ..
لقد غادر كثير من أهل حضرموت أوطانهم طلبًا للعيش الكريم وتركوا وراءهم بصمات لا تُنسى من التعامل الراقي والأثر الطيب، فكان البلد الذي نزلوا فيه وكأنه وطنهم الدائم، حتى لفتوا أنظار من حولهم، وتساءل الناس: من أين هؤلاء؟ وإلى أي وطنٍ ينتمون؟ وما هي الأرض التي هاجروا منها؟! ..
تتجلى هذه الهوية اليوم حتى في الجيل الجديد من أبناء المهاجرين، الذين قد يفقد بعضهم اللغة العربية، لكنه لا يزال متمسكًا بانتمائه إلى حضرموت، ففي وسائل التواصل الاجتماعي ترى كثيرين منهم يتواصلون مع أبناء عمومتهم في الوطن مستخدمين الذكاء الاصطناعي لترجمة اللغة العربية إلى لغتهم الأجنبية، تعرفهم من أسمائهم وتشعر فيهم بالانتماء الصادق إلى أرض الأجداد ..
إن حضرموت أمانة في أعناق جميع أبنائها أينما كانوا ، فنهضتها وعزتها مسؤولية مشتركة بين كل الحضرميين في الداخل والخارج، وعلى قياداتها، في أي موقع كانوا، أن يسعوا لإعادة بريقها وسمعتها نحو الأفضل، وأن يحتضنوا كل من ينتمي إليها بعزةٍ وشرف، من المبدعين والتجار، ورجال الأعمال، والعلماء في مختلف التخصصات ..
علينا جميعًا دعم الجهود الرامية إلى إعادة أمجاد حضرموت ورفعتها، وإدارتها بعيدا عن الدخول في الصراعات وتجنبا للمشكلات، لتحقيق أهدافها ورؤيتها المستقبلية المشرقة .






