معافاة حضرموت في الحوار الصادق والرشد
بقلم / الشيخ حسين غالب العامري
السبت 25 اكتوبر 2025
الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي وسلامه على نور الهدى ومن اقتدى بهداه.
أحبّتي، ما الذي أصاب أمتنا؟!
برغم كثرة الأقلام وما كتبت، أقول في مقالي هذا – وإن طال قليلًا – اعذروني، فقد قرعت أجراس الخطر!
ما زلنا في دوامة المصالح الشخصية والحزبية والنعرات القبلية، وانشغلنا ببعضنا البعض، وغفلنا عن كل المخاطر التي تهدد وطننا الحبيب، بل تهدد أبناءنا، فلذات أكبادنا.
هناك مؤامرة تدميرية وحرب تستخدم فيها كل الوسائل: تنسيق حوثي وتنظيم القاعدة الارهابى وبعض ضعاف النفوس. ولم تكتفِ تلك التحالفات بزعزعة أمننا واستقرارنا، بل تمادت في أخطارها المدمّرة على المجتمع والشباب، من خلال تفشي ظاهرة تهريب المخدرات والشبو، واستغلال الظروف الصعبة، وغفلة الآباء عن الأبناء، وانشغال كثير من الآباء بشجرة القات وجلساتها، وترك مسؤولية الأسرة والأبناء.
وبعض الآباء بسبب انقطاع المرتبات عدة أشهر أصبحوا في دوامة من الهموم والعجز، مما ترك فراغًا في تلبية متطلبات الأسرة الضرورية، فانعزلوا بهمومهم، وأصبح الأبناء تائهين في الشوارع وملهيات الشباب من بلياردو وشاشات وألعاب وغيرها.
وهناك ذئاب بشرية تستغل الأطفال والشباب في هذه الظروف، تقدم لهم المال والهدايا، وتغسل عقولهم، وتُشعرهم بالعطف والحنان حتى يأمنوا لها، فيصبحون لقمة سائغة لمغريات الشيطان من فواحش ومخدرات.
والله، إن بعض الشباب – بل والأطفال – يسهرون على الألعاب حتى الفجر!
فأين الآباء؟ وأين الأسر؟ كيف يُترك الأبناء فريسة لهؤلاء منزوعي الضمائر والإنسانية والخوف من الله؟
ألم نحذر مرارًا وتكرارًا من هذه الشجرة الخبيثة – القات – التي أهلكت العقول وأضاعت الأوقات؟
كلنا مسؤولون: سلطة، وتحالف، ومكونات، وشرائح حضرمية، بمفكريها ومثقفيها وأهل العقل والحكمة من أبناء حضرموت والجنوب عامة.
فهذه الأخطار المدمّرة للمجتمع وصلت حتى إلى أوساط الطلاب في المدارس، وهناك من يصطاد الأطفال والشباب عند بوابات المدارس، مستغلًا ظروفهم الصعبة، وانشغال آبائهم بشجرة الشيطان القات.
وبعض الآباء الذين لا يملكون ثمن الغداء بسبب انقطاع المرتبات، وحتى إن وصلت المرتبات فإنها لا تغطي الاحتياجات الضرورية.
أيها الآباء، وجّهوا أبناءكم إلى بيوت الله، وتمسكوا بالدين والقيم والأخلاق، وعلى المدرسه والأسره أن تنهض بمسؤولياتها في تربية جيل صالح معافا نفسيا وبدنيا ومنتج لمآ يفيد مجتمعه ودينه حتى لا يكونوا لقمة سائغة لمغريات الشيطان وشياطين الإنس.
إنها الأمانة والمسؤولية، يا شيوخنا وعقلاءنا وسلطتنا وكل مكونات وشرائح حضرموت.
لقد أشرنا سابقًا إلى الدعم غير المحدود لتسليح هنا وهناك، والمفترض أن يُوجَّه هذا الدعم إلى النخبه والأمن النظامي حتي لانشاء في بلدنا الأمن أمراء حرب كما أن تحسين الخدمات والتعليم، لتأمين حياة كريمة يعيش فيها المواطن بكرامة، وحتى لا تُستغل تلك الظروف لتدمير مجتمعنا وأبنائنا، فلذات أكبادنا.
سعدتُ بحكم المحكمة بإعدام تجار المخدرات، وأدعو اللجان المجتمعية وكل أبناء حضرموت أن يكونوا يقظين، ومن لديه أي معلومات عن تجار أو مروّجي هذه الآفة المدمّرة فليُبلغ الجهات المختصة ليَنالوا عقابهم المستحق، ويخلو مجتمعنا من هذه الكارثة.
ولا نترك حضرموت والمهرة وكل المحافظات الجنوبية ساحة مفتوحة لمستهدفي أبنائنا ومُدمّري مجتمعنا.
رسالتي لكل المنظمات المجتمعية، ورجال الأعمال، والتجار، والميسورين:
لا تقفوا متفرجين في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعباد، وتلمّسوا أحوال إخوانكم المعسرين والعاجزين في بيوتهم.
نسأل الله أن يرفع عنا ما نحن فيه، ويحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من الفتن والمحن، ويحفظ أبناءنا من كل سوء ومكروه.






