اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

نتألّم من أجل أن نتعلّم !!

نتألّم من أجل أن نتعلّم !!

كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 25 اكتوبر 2025

في هذه الحياة يكون الإنسان بين الإيجابية والسلبية ، فإما أن يكون إيجابيا يعمل وينتج ويتعب ويشقى ليحيا حياة طيبة كريمة هو وأسرته ونافعا لمجتمعه وفي سعادة دائمة ، لا بد عليه أن يشقى وربما يبتلى ولاشك أنه لن يجد الطريق مفروشا بالورود وسيتعرض لكثير من المتاعب والعقبات في سبيل الحصول على هدفه في هذه الحياة ، وهكذا يجب أن يكون الانسان المسلم نافعا لنفسه ولأمته ، يقول ربنا تبارك وتعالى : [ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴿٤﴾ ] سورة البلد . قيل في تفسير المراد بالكبد : مكابدة الأشياء ومعاناتها ، وأن الإنسان يعاني المشقّة في أمور الدنيا في طلب الرزق ، في إصلاح الحرث ، في غير ذلك ، ويعاني أيضا معاناة أشد مع نفسه ومجاهدتها على طاعة الله واجتناب معاصي الله ، وهذا هو الجهاد الذي أشقُّ من معاناة طلب الرزق ، ولا سيما إذا ابتُلي الإنسان ببيئة منحرفة وصار بينهم غريبا فإنه سيجد المشقة في معاناة نفسه وفي معاناة الناس أيضا . “من تفسير ابن عثيمين رحمه الله” .
وإما أن يكون الإنسان سلبيا لا يعمل خاملا كسولا لاهدف له في الحياة إلا الاهتمام بنفسه وشهواته وتخزيناته وسمراته وشلاته السيئة ، فلا يستطيع أن يتحمل المشاق والصعاب ، عندها يصبح عبئا وضارا على نفسه وأسرته أولا ، وعلى مجتمعه وأمته ثانيا ، فهذا ولا شك لن يكون سعيدا في حياته . وإليكم هذا التصوُّر في هذه الوقفة القصيرة في قصة القلمين :
يحكى ﺃﻥّ ﻗﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﺻﺪﻳﻘﻴﻦ ﻭﻷﻧّﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳُﺒﺮﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄّﻮﻝ ﺇلا ﺃﻥّ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻞّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼّﻤﺖ ﻭﺍﻟﺴّﻠﺒﻴّﺔ ، ﻓﺘﻘﺪّﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮأﺓ ، ﺃﻥ ﺗﺒﺮﻳﻪ ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺄﺣﺠﻢ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻈﻬﺮﻩ وجماله .
ﻏﺎﺏ ﺍﻷﻭّﻝ ﻋﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺪّﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰّﻣﻦ ، ثم ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺼﻴﺮﺍً ﻭﻟﻜﻨّﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻜﻴﻤﺎً ، ﺭﺁﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺼّﺎﻣﺖ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ﺍﻟﺮّﺷﻴﻖ الجميل ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪّﺙ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻓﺒﺎﺩﺭﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻱّ ﺑﺎﻟﺘّﻌﺮﻳﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ، ﺗﻌﺠّﺐ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ﻭﺑﺪأﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ قامة ﺻﺪﻳﻘﻪ .
ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ، ﻭﻣﻀﻰ ﻳﺤﺪّﺛﻪ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻠّﻢ ﻓﺘﺮﺓ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﻳﺨﻂّ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ، ﻭﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ وكثير من المعلومات .
ﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻨّﺪﻡ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ إلا ﺃﻥ ﺗﻘﺪّﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮأﺓ ﻟﺘﺒﺮﻳﻪ ﻟﻴﻜﺴﺮ ﺣﺎﺟﺰ ﺻﻤﺘﻪ ﻭﺳﻠﺒﻴّﺘﻪ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋَﻠِﻢَ ﺃﻥّ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻻ ﺑﺪّ ﺃﻥ يتألم .
فماذا استفدتم من هذه الوقفة ؟؟
ما علينا إلا أن نكون إيجابيين نافعين لأسرتنا ولمجتمعنا ولأمتنا الإسلامية .
لنا مقال قادم إن تيسر لنا ذلك إن شاء الله بعنوان : ( لي ترده بقرة حبش تأكله ) .

إغلاق