اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

بمنأى عن المكايدة السياسية والتوظيف الضيق، أتوجه بحديثٍ مختلف إلى قيادات محافظة تعز ومسؤوليها.

بمنأى عن المكايدة السياسية والتوظيف الضيق، أتوجه بحديثٍ مختلف إلى قيادات محافظة تعز ومسؤوليها.

بقلم / صادق المقري/الجمعة/24-10-2025م

في ظلّ ما تشهده تعز من أحداث جسيمة، وما تكشف عنه الواقع من اختلالات عميقة وآثار سلبية طالت كل مناحي الحياة، وفي ظلّ الأهمية الاستثنائية التي تكتسبها المحافظة اليوم كمحورٍ أساسي في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، فإنها أحوج ما تكون إلى نموذجٍ قياديٍ مختلف.

إن هذه المرحلة الحرجة تتطلّب منكم، كقادة ومسؤولين عن الملفات المصيرية، أن تقدموا نموذجاً يُحتذى في الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية، والمسارعة نحو الإصلاح. وأولى خطوات هذا النموذج هي المبادرة بتقديم الاستقالات، ليس هروباً من المسؤولية، بل تجنباً لوقوع ما هو أسوأ، وحفاظاً على وحدة الصف الداخلي، وسداً لأبواب الاتهام والشماتة.

إن المبادرة بالاستقالة استجابةً للاحتجاجات والمطالب المشروعة لأبناء تعز، التي تتصدرها القضايا الأمنية والعسكرية وانهيار الخدمات، هي تعبيرٌ مسؤول. فالاستقالة في مثل هذه الظروف ليست تخلياً عن الواجب، بل هي خطوة شريفة تليق بمن لا يقدر على إنجاز مهامه بما يرضي ضميره ويلبي حاجة شعبه. فبعد كل هذا الوقت، لم يعد بمقدور أي قيادي أو مسؤول أن يضيف جديداً.

إن استقالتكم – كقيادات مدنية وعسكرية – تمنح المخطئ فرصةً للاعتراف بمسؤوليته، وتمنح البريء فرصةً للانتصار لذاته أخلاقياً، ولمهنته والتزامه تجاه شعبه. كما أن إتاحة المجال لغيركم قد يكون بحد ذاته إنجازاً، يفتح الباب أمام من يستطيع تحقيق ما عجزتم عنه.

إغلاق