غلطة العمر !!
بقلم / أحمد بزعل.
الاربعاء 22 اكتوبر 2025
نعم أقولها بمرارة وصدق..
أكبر غلطة في حياتي كانت اختياري لمجال تحكيم كرة القدم ذلك الطريق الشاق والمرهق المليء بالتعب والتهميش والخذلان
قد يتساءل البعض: لماذا تقول ذلك وأنت تعتبر من حكام نخبة اليمن؟
سؤال مشروع لكن الإجابة موجعة… لأنني أخلصت وأعطيت وضَحّيت ولم أجني سوى الخذلان والنسيان..
منذ عام 1993م وأنا أتنقل بين مدن اليمن من محافظة الى اخرى من حرض شمالًا إلى المهرة جنوباً احمل صافرتي بشغف وحب لمهنتي التي تحفها احيانا بعض المخاطر والصعوبات فلقد تدرجت في كافة المستويات حتى وصلت إلى صفوف النخبة بجهدي لا وساطة ولا ظهر استند له ولا مصلحة لكن للأسف توقفت عام 2014م ليس عجزًا بل قناعةً تامة بأن الاستمرار في طريق لا يُقدّر أهله هو عبث واهدار سنين من عمري فبعد واحدٍ وعشرين عامًا من العطاء لم نجد حتى تكريمًا ولا تقديرًا ولا حتى كلمة إنصاف..
ماذا تتوقع من اتحاد كرة قدم لم يعرف يوماً معنى الميدان؟
وأيّ أمل في لجنة حكام عليا لا تمتلك حتى أرشيفا لمن صنعوا تاريخ التحكيم اليمني ولم تنصفهم لا احياء ولا اموات..
للأسف،حتى التأهيل والتطوير في هذا المجال سيطرت عليه شلة بعينها،لا يتجاوز عددها بعدد اليد الواحدة.. وأضف إليهم المقربين وأصحاب التوجيهات من أصحاب الفخامة والبقية في عالم النسيان ..
ماذا تتوقع من قيادات غير قادرة على تأهيل كوادرها والاهتمام بهم، مقارنةً بدول الجوار الأخرى ..
لذلك،أنا شخصياً ندمت كثيرا لأنني أخترت هذا المجال وما تعرضت له ومعي العديد من الزملاء في هذا المجال إلى الإجحاف وعدم الإنصاف من كل اللجان المتعاقبة، خلال الفترة التي قضيتها .. مما جعلني أن أنصح أولادي وكل من أحب بعدم الاقتراب والمجازفة في هذا المجال اطلاقا .. إلا بعد أن ترتقي العقول ويأتي أشخاص يقدرون كل مَن قدم لهذا المجال وقضى معظم شبابه فيه وفي الأخير،لا فائدة ولا تقدير إلا حب الذات من بعض البشر على حساب الآخرين ولن يشبع هؤلاء أبداً إلا من التراب..!!
ختاماً أعتذر إن كانت كلماتي قاسية..
لكنها خرجت من قلبٍ امتلأ وجعًا وصدرٍ ضاق بما فيه..
هذا قهر السنين ووجع المخلصين..
فهل من منصفٍ يسمع..
أم نقول كما قالوا من قبل:
على الدنيا السلام!






