تاربة.. حين تزهر التنمية وتشرق شمس الأمل بالاهتمام بالتعليم
كتب /أ. علي طالب العيدروس
22 اكتوبر 2025
في صباح يكتسي بنور الأمل، شهدت مدينة تاربة حدثًا لا يمكن أن يمر مرور الكرام. لم يكن الأمر مجرد وضع حجر أساس لمشروعٍ إنشائي، بل كان بمثابة زرع حياة جديدة في تربة عطشى للتجديد والتطوير.
وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، الأستاذ عامر سعيد العامري، اختار أن يبدأ من حيث تبدأ النهضات الحقيقية: من التعليم.
مشروع تجديد مدرسة فاطمة للتعليم الأساسي للبنات لم يكن استحداثًا لمبنى جديد فحسب، بل هو إعادة إحياء لصرحٍ تربوي عريق حمل لسنوات رسالة التعليم في تاربة. واليوم، ومع انطلاقة مشروع إعادة البناء ستستعيد المدرسة روحها من جديد في ثوب حديث، لتواصل دورها في احتضان أحلام الصغيرات وتغذية عقولهن بالعلم والمعرفة.
ثمانية عشر فصلًا دراسيًا ومرافق خدمية وإدارية متكاملة ستنطلق منها مرحلة جديدة، عنوانها: تطوير التعليم بالاهتمام والجودة لا بالكلام والشعارات مثمناً دور كل الساعيين ومابذوله من جهد غير مسبوق حتى يتحقق هذا الحلم الذي طال انتظره ومعبراً عن شكرة العميق للمتصدق الذي اعتمد هذا المشروع وأن يجعل الله ذلك في ميزان حسناته .
اللافت في زيارة الوكيل العامري أنها لم تقتصر على تدشين مشروع تجديد المدرسة، بل حملت معها رؤية متكاملة لتطوير التعليم في المنطقة. ففي ثانوية تاربة للبنات، وقف العامري متفقدًا سير العملية التعليمية، مستمعًا إلى أبرز التحديات التي تواجه الكادر الإداري والتعليمي، ومبادرًا إلى اعتماد مشروع للطاقة الشمسية يوفّر كهرباء مستدامة تضمن استمرار الدراسة دون انقطاع.
تلك الخطوة، وإن بدت فنية في ظاهرها، إلا أنها رسالة عملية بأن التعليم لا ينهض بالوعود، بل بالتخطيط والإصرار على تجاوز الصعوبات.
ثم كانت المحطة الثالثة في الجولة مجمع الأندلس التربوي، الذي يسابق الزمن ليكون منارة جديدة في سماء تاربة. هناك، وقف الوكيل العامري مشيدًا بسرعة الإنجاز وجودة العمل، مؤكّدًا أن هذا الصرح سيكون إضافة نوعية للبنية التعليمية في وادي حضرموت، ومثالًا على العمل المنظم والرؤية الواضحة في تطوير التعليم.
إن ما يميز هذه الزيارة أنها تجاوزت الإطار الإداري إلى اللمسة الإنسانية. العامري لم يأتِ لالتقاط الصور أو أداء واجب بروتوكولي، بل جاء ليعيد للتعليم مكانته الحقيقية، وليؤكد بلغة الأفعال لا الأقوال أن المستقبل يبدأ من المدرسة، من الطالبة التي تحمل كتابها بإصرار وشغف.
في زمنٍ تتنازع فيه الأولويات، اختار هذا الرجل أن تكون المدرسة هي الأولوية، وأن يُكتب اسم تاربة بحروفٍ من تنمية ووعي ووفاء. وما بين حجر الأساس الذي وُضع اليوم وصوت الطالبات الذي سيملأ الفصول غدًا، هناك قصة حضرمية جميلة تُكتب بفخر، بجهود المخلصين الذين آمنوا أن بناء الإنسان هو أعظم مشروع يمكن أن يُقام على هذه الأرض.






