اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

“حضرموت ليست تابعًا.. الحوار لا يكون تحت سقفٍ مفروض”

“حضرموت ليست تابعًا.. الحوار لا يكون تحت سقفٍ مفروض”

بقلم / فيصل الدولة البطاطي
الخميس 16 اكتوبر 2025

يكرر قادة الانتقالي وأنصارهم أن حوارهم مع الحضارم مشروط بأن يكون “تحت سقف الجنوب”.
لكن السؤال البديهي الذي يفرض نفسه:
بأي حجة، وبأي حق، يطلب من الحضرمي أن يحاور من يضعه ابتداءً في موضع التابع؟

هل الحوار بين الندين أم بين السيد وتابعه؟
هل يعقل أن يشترط على حضرموت – بتاريخها ووزنها وموقعها وثقلها – أن تدخل أي حوار وهي مقيّدة بمسمّى لم يكن يوماً دولة، ولا يمثل واقعاً قائماً اليوم؟

الحوار الذي يبنى على شرطٍ مسبق في الهوية والولاء، ليس حواراً وطنيًا بل إملاءً سياسياً.
ومن أراد حوارًا حقيقيًا مع حضرموت، فعليه أن يعترف أولاً أن الحضارم ليسوا «فرعاً من أحد»، بل أصلٌ وشريكٌ في الوطن، ورأسٌ من رؤوسه لا تابعًا لأحد.

ثم لنسأل بصراحة:
هل ما يسمى بـ”الجنوب” اليوم كيانٌ قائم له دستور وسيادة وحدود معترف بها دوليًا؟
إن كانت الإجابة لا، فكيف يشترط أن يكون الحوار تحت سقف غير موجود إلا في الشعارات؟
وهل نعيد التاريخ إلى الوراء لنحيي مسمّى بريطانيًّا اندثر قبل أكثر من نصف قرن، ونقصي من أجله هوية حضرموت الممتدة في عمق التاريخ.

نحن لا نرفض الحوار، بل ندعو إليه.
لكننا نريده حوارًا متكافئًا، بلا وصاية ولا ألقاب مستوردة، حوارًا يضع مصالح حضرموت أولاً.
نريده حوارًا يُبنى على الواقع لا على الحنين للماضي، وعلى الشراكة لا التبعية، وعلى الاعتراف المتبادل لا الإلغاء.

حضرموت لا تفاوض تحت أي سقف، بل تتحاور من موقعها الطبيعي: الند للند، والشريك للشريك.
ومن أراد غير ذلك، فلن يجد في الحضارم من يقبل أن يختزل تاريخه وحاضره في مسمى وراية لم تبنَ يومًا بدمه ولا بإرادته.

إغلاق