بين الحقيقة والتزوير.. حملات التضليل حول مليونيتي الضالع و شبام
بقلم / سمير قندوس
الاربعاء 15 اكتوبر 2025
في الوقت الذي شهدت فيه مدينة الضالع و مدينة شبام حضرموت فعالياتين من أضخم الفعاليات الجماهيرية احتفاءً بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، خرجت بعض الأصوات النشاز من صحفيين وناشطين متورطين في تزوير الحقائق وتشويه الوقائع، عبر نشر صورٍ ومقاطع فيديو مفبركة أو مصطنعة بالذكاء الاصطناعي، في محاولةٍ يائسة للتقليل من الزخم الشعبي المهيب الذي شهدته المدينتين التاريخيتين.
لقد أثبتت الحشود في تلك المليونيتين أنّ إرادة أبناء الجنوب أقوى من كل محاولات التشويه والتقزيم، وأنّ الحشود التي امتلأت بها الساحات لم تكن صناعة عدسةٍ أو نتاج خيالٍ رقمي، بل واقعٌ حيٌّ شهدته العيون، وارتجّت له القلوب فخرًا واعتزازًا. لكن، وكما هي العادة عند بعض ضعاف النفوس، حاولت أطراف مأزومة توظيف التكنولوجيا الحديثة – ولا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي – في إنتاج مقاطع وصور مزيفة تصور الفعالية وكأنها محدودة أو ضعيفة الحضور، أو تُقحم مشاهد من أماكن أخرى ، او إدخال اصوات مفبركة على مشاهد حصلت في تلك الفعاليات في محاولةٍ مكشوفة لتغيير وجه الحقيقة.
إنّ مثل هذه الأفعال لا تندرج ضمن حرية الرأي أو التعبير، بل تقع في دائرة خيانة المهنة الصحفية وتدمير القيم الأخلاقية للإعلام. فالصحافة الحقة وُجدت لتوثّق الحقيقة لا لتزوّرها، ولتخدم وعي المجتمع لا لتضلله. أما من جعل الكلمة مطيةً لأهوائه، والصورة وسيلةً لتزييف الواقع، فقد انسلخ عن شرف المهنة وفقد احترام الناس قبل أن يفقد مصداقيته.
إنّ محاولات طمس الحقيقة حول نجاح فعاليتي الضالع و شبام لن تجدي نفعًا، لأنّ ما وثقته الكاميرات الميدانية وما شاهده المواطنون بأنفسهم، كفيل بأن يُخرس كل فبركة، ويُسقط كل زيف. فقد رسمت الجماهير الثائرة حينها لوحةً وطنيةً نابضة، اجتمع فيها صوت الجنوب وإرادته الحرة، تحت راية الثورة التي صنعت فجر أكتوبر المجيد.
ولذلك، فإننا نؤكد أنّ مسؤولية مواجهة حملات التضليل الإعلامي تقع على عاتق كل صحفي شريف وناشط وطني ومواطن واعٍ، بأن يتحرى الدقة ويتبيّن قبل أن ينشر أو يشارك. لأنّ الكلمة أمانة، ومن يعبث بها يعبث بوعي الأمة.
تبقى الحقيقة ساطعة كالشمس، لا تُحجب بعدسةٍ مزورة ولا بمقطعٍ مصطنع، وتبقى الجماهير الغفرة عنوانًا للفخر الجنوبي وشاهدةً على أن ثورة 14 أكتوبر لا تزال متقدة في قلوب الأحرار، رغم كل محاولات التشويه والتزييف.






