ظواهر مؤلمة في أوساط الشباب.. تدمّر القيم وتُميت الرجولة
بقلم / أ. علي عباس بن طالب
الاربعاء 15/ أكتوبر / 2025م.
▪️طلب مني أحد الإخوان أن أسلّط الضوء على بعض الظواهر السيئةٍ التي غزت مجتمعاتنا، وتغلغلت في أوساط شبابنا حتى صارت كالنار تحت الرماد، تلتهم القيم والمروءة والحياء، وهذه الظواهر المؤسفة التي بدأت تنتشر بين أوساط شبابنا، ظواهر تدمّي القلب وتبكي العين وتدق ناقوس الخطر في كل بيت ، لقد أصبحنا نرى ونسمع ما لا يصدق، شبابٌ تائهٌ في زمنٍ غابت فيه القدوة، وضاعت فيه البوصلة، وسكت فيه الكبار عن النصح والتوجيه حتى انقلبت الموازين!
🔎 قراءة أعمق للخبر
يمثل هذا الحدث نموذجًا للتحولات المتسارعة في طريقة تداول المعلومات، وتأثيرها المباشر على وعي القارئ.
*🔹قصص الحب بين الشباب* إنها ظاهرة الحب الشيطاني بين الشباب .. حبٌّ لا يمتّ إلى الدين ولا إلى الرجولة بصلة، حبٌّ مسمومٌ يزرعه الشيطان في النفوس الغافلة، فيُفسد القلب والعقل، ويمحو الحياء والمروءة، نسمع اليوم عن شابٍ يحب شابًا آخر .. لا حبًّا في الله، ولا أخوّةً صادقة، بل حبًّا شهوانيًّا مريضًا، حتى صارت الغيرة بينهم كغيرة الأزواج ، شابٌّ يحب شابًّا، ويغار عليه كما يغار الزوج على زوجته، تراه يغضب إن رأى صاحبه يجلس مع غيره، ويهدده: “إن شفتك تكلم فلان، لا تكلمني بعد اليوم!” بل وصل الحال أن يُخاصمه كما تُخاصم الزوجة زوجها.. أيُّ زمنٍ هذا؟ وأيُّ قلوبٍ هذه التي ضاع منها الحياء والدين؟ نعم، حبٌّ غريبٌ دخيلٌ على قيمنا وديننا، حبٌّ ليس لله، بل حبٌّ شيطانيٌّ مريض .. وأيُّ جيلٍ هذا الذي انقلبت عنده المفاهيم وتشوّهت فيه الرجولة؟
*🔹قصّات شعرٍ تُخجل الناظر، ولباسٌ يندى له الجبين!* شبابٌ بقصّاتٍ غريبةٍ تُشبه الفتيات، وبناطيل ضيّقةٍ تُبرز العورات وتغتال الحياء ، يتجولون في الشوارع وكأنهم في عرضٍ للأزياء لا في مجتمعٍ مسلمٍ له قيمٌ وحياء *والسؤال المؤلم:* ألا يرى الآباء أبناءهم؟ ألا يرون كيف خرجوا من بيوتهم؟ أين غيرتكم؟ أين رجولتكم؟ أين حرصكم على أولادكم؟
*🔹ومن المناظر التي يندى لها الجبين:* ثلاثة أو أربعة شباب على دراجةٍ ناريةٍ واحدة، متلاصقين بلا خجل ولا حياء ، يجوبون الشوارع صخبًا ولهوًا وضحكًا، منظرٌ لا يليق بشبابٍ يُفترض أن يكونوا قادة المستقبل، لا ألعوبةً للضياع والانحراف.
*🔹ثم تأتي السهرات!* بعض الشباب ما إن يسمع عن “سمر” أو جلسةٍ أو سهرة في منطقةٍ ما إلا وطار إليها كأنها موعدٌ مقدّس، يسهرون حتى منتصف الليل، وبعضهم لايدخل بيته إلا قبيل الفجر، نام عن الصلاة، أضاع الفجر، وضيّع دينه، ولا أحد يسأل: أين كنت؟ ومع من خرجت؟ حتى إذا وقعت المصيبة، وانهار الولد في طريقٍ مظلم، قالوا: “ياريت انتبهنا له… ياريت تابعناه!” ولكن بعد ماذا؟ بعد أن وقع الفأس في الرأس .. حينها لا تنفع كلمة “ياريت”، ولا تُعيد الزمن للوراء.
*🔹 يا أيها الآباء، يا أيها المربّون، يا أصحاب القلوب الحية…* أبناؤكم أمانةٌ في أعناقكم، فلا تتركوهم فريسةً للذئاب البشرية، ولا تتركوهم تائهين بين الانحراف والضياع، راقبوهم، ناقشوهم، أحبّوهم، ووجّهوهم بلطفٍ وحزم.
*🔹 أيها الشباب ..* أنتم زينة المستقبل وأمل الأمة، فلا تُهدروا حياتكم في حبٍّ محرمٍ وسهرٍ عابثٍ ولباسٍ فاضحٍ وسلوكٍ يقتل الرجولة، الرجولة ليست مظهراً، ولا قصة شعرٍ، ولا بنطالاً ضيّقاً، بل هي خلقٌ، وموقفٌ، وصلاةٌ في وقتها، ونخوةٌ، وغيرةٌ على الدين والعرض.
*🔹 يا شباب…* ارجعوا إلى ربكم قبل أن يُغلق الباب، واستحيوا من الله، ومن الناس، ومن أنفسكم، فمن فقد الحياء فقد كل شيء، ومن فقد الله، ضاع في الدنيا والآخرة.




