اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حـضـرمـوت تـحـتـاج حـلـفـاء

حـضـرمـوت تـحـتـاج حـلـفـاء

بقلم / رامي غالب الكثيري
الاثنين 13 اكتوبر 2025

التحالفات هي امر مهم لكل كيان سياسي او كيان ثوري او حامل لقضية او دولة.. و غالباً ما تكون التحالفات هي العنصر الحاسم في تحقيق الاهداف، و من يتابع السياسة او يقرأ التاريخ يجد ان الكثير من القوى الضعيفة و قلية العدد و المطالبة بالباطل انتصرت او نجحت في تحقيق اهدافها بسبب التحالفات التي اقامتها، و يجد ايضاً ان الكثير من القوى القوية و كثيرة العدد و المطالبة بالحق هزمت او فشلت في تحقيق اهدافها بسبب عدم دخولها في تحالفات، او بسبب ضعف التحالفات التي دخلت فيها. و قد تحالف رسول الله – صلى الله عليه و سلم – مع قبيلة خزاعة و كانت كافرة حينها.

💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟

تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.

نحن في حضرموت علينا ان لا نكتفي بعدالة و مشروعية مطالبنا، و التفاف ابناء حضرموت حولنا، و قوتنا الذاتية مهما بلغت. خصوصاً و ان جميع خصومنا المحليين متحالفين مع بعضهم ضدنا، و يمتلكون تحالفات اقليمية و دولية. فعلينا ايضا ان نسعى لاقامة تحالفات محلية و اقليمية و دولية في سبيل تحقيق مطالبنا المشروعة. و توجد العديد من القوى المحلية و الاقليمية و الدولية التي يمكننا ان نتحالف معها، و قبل ان اتحدث عن هذه القوى، اريد ان اذكر عدد من المعايير او الاسس التي يجب ان يقوم عليها اي تحالف:

١- يجب ان يتم التحالف مع قوة سوف نستفيد من التحالف معها استفادة كبيرة، فلا حاجة لنا بتحالف مع قوة لن نستفيد من التحالف معها او سوف تكون الاستفادة قليلة من التحالف معها.
٢- يجب ان تكون القوة التي سيتم التحالف معها معروفة بالوفاء و عدم الغدر او نقض العهود او اللعب على الحبلين.
٣-يجب ان تكون علاقة التحالف مع القوة التي سيتم التحالف معها قائمة على الندية و المصالح المشتركة و ليست التبعية، مهما بلغت قوة الحليف و الحاجة اليه؛ فلا خير في تحالف يقوم على التبعية و يصادر القرار و يتحكم بسياسة الطرف المتحالف معه.
٤- يجب ان لا يقوم التحالف على معادة اي قوة او قوى محلية او اقليمية او دولية، الا اذا كانت تلك القوة او القوى تناصبنا العداء او تقف ضد مطالبنا.
٥- يجب ان نعرف اهداف و اجندات القوى التي سوف نتحالف معها، فلا يمكن التحالف مع قوة و نحن لا نعرف اهدافها او اجندتها. سواءً اكانت تلك الاهداف و الاجندات تجاهنا او تجاه البلد او تجاه المنطقة و العالم.
٦- يجب ان تكون القوة التي سنتحالف معها مقبولة و غير مكروهه من قبل جمهورنا و حاضنتنا الشعبية، حتى لا نخسرهما بسبب التحالف.
٧- يجب ان تكون التزاماتنا تجاه القوة المتحالف معها في حدود امكانياتنا و قدرتنا على الوفاء بها. و ان لا تكلفنا ضغط او جهد يؤثر على جهودنا في تحقيق اهدافنا.

انتقل للحديث عن القوى المحلية و الاقليمية و الدولية التي يمكننا التحالف معها:

اولاً: القوى المحلية:

بالنسبة للقوى الشمالية فجميعها تقف ضد مطالب ابناء حضرموت و لا يمكن التحالف معها. كما ان حزبي المؤتمر و الاصلاح يعشقون اللعب على الحبلين، و اضعاف حلفائهم و الغدر بهم، فلا يمكن التحالف معهما باي حال من الاحوال.

اما بالنسبة للقوى الجنوبية فهناك قوتان يمكننا التحالف معهما:

الاولى: هي فصائل الحراك الجنوبي و المقاومة الجنوبية: فقد ايدت فصائل الحراك الجنوبي و المقاومة الجنوبية مطالب ابناء حضرموت المشروعة، و شاركت مع ابناء حضرموت في الهبة الشعبية الاولى. و لا يوجد تعارض بين اهداف الحراك الجنوبي و المقاومة الجنوبية و اهداف ابناء حضرموت؛ فالحراك و المقاومة يسعون لاستعادة دولة الجنوب، و منح كل محافظة من محافظات الجنوب حكم ذاتي، و ابناء حضرموت يسعون لانتزاع حقوقهم و في مقدمتها الحكم الذاتي. لذلك يمكننا التحالف معهم في سبيل تحقيق اهدافنا المشتركة. و لكن اغلب فصائل الحراك الجنوبي قد اوقفت نشاطها الميداني منذ فترة ليست بالكبيرة، و لا يمكن ان نتحالف معها الا اذا عادت الى الميدان، و عند اذ سيكون الحراك نعم الحليف لنا.

الثانية: ابناء ابين و شبوة: ابناء ابين و شبوة او المعروفون باتبع الرئيس/ علي ناصر محمد، هم رجال دولة و رجال سياسة، و يعرفون من اين تؤكل الكتف. و قد نجحوا في ادارة الجنوب في فترة حكم الرئيس/ سالم ربيع علي – رحمه الله – و فترة الرئيس/ علي ناصر محمد – اطال الله عمره – و شهد الجنوب في فترة حكمهم نهضة تنموية غير مسبوقة. كما انهم ليسوا عنصريين، و مخلصين لحلفائهم. و في الهبة الشعبية الاولى استمعنا لتصريح لـ د/ فارس السقاف مستشار الرئيس/ عبدربه منصور هادي قال فيه: على الجنوبيين السيطرة على الأرض و فرض سياسة الامر الواقع. و اغلب مطالبنا المشروعة تحققت تدريجيا في عهد الرئيس هادي، و لم تنجح القوى السياسية في ايقاف تنفيذ مطالبنا الا بعد ابعاد الرئيس هادي من السلطة. و لا ننسى ما حدث في الاشهر الماضية من هذا العام، عندما كانت القوى السياسية التي يتشكل منها مجلس القيادة الرئاسية تتهمنا بالتحالف مع انصار الله و القاعدة؛ و تسعى لاقناع امريكا بضربنا، كيف وقف معنا ابناء ابين و شبوة و في مقدمتهم الرئيس/ علي ناصر محمد، و رفعوا اصواتهم للدفاع عنا والمطالبة بتنفيذ مطالب ابناء حضرموت، بينما التزم بعض الحضارم وجميع القوى في البلد الصمت تجاه ما كان يعد لنا.

ابناء ابين وشبوة يؤمنون بالوحدة اليمنية، الا انهم في نفس الوقت يؤمنون بالقضية الجنوبية، و يرون ان الحل للقضية الجنوبية هو اقامة وحدة فدرالية بين اقليمين جنوبي و شمالي بحدود عام ١٩٩٠م، او اقامة وحدة كونفدرالية بين دولتين بحدود عام ١٩٩٠م، مع منح ابناء الجنوب حق تقرير المصير؛ ليحدد شعب الجنوب موقفه بنفسه من مسألة استمرار الوحدة، او فك الارتباط.

بالنسبة لمشروع الفدرالية فهو لا يحقق مطالب ابناء حضرموت، فلا يمكننا ان نحصل على حكم ذاتي داخل اقليم، اما مشروع الكونفدرالية فهو يحقق مطالبنا، حيث يمكننا ان نحصل على حكم ذاتي داخل دولة الجنوب. لذلك ارى ان نطلب منهم التحالف معنا بشرط تبني مشروع الكونفدرالية مع تقرير المصير، و التخلي عن مشروع الفدرالية من اقليمين، فان قبلوا بذلك فانهم افضل حليف محلي يمكن ان نتحالف معه.

الجماعات السلفية: انتشرت الدعوة السلفية في الكثير من محافظات الشمال و الجنوب، و تشكلت بعض الجماعات السلفية. و قد شرع بعض السلفيين في السنوات الماضية بدخول معترك السياسة، حيث تم تشكيل حزب سياسي سلفي اطلق عليه (حزب الرشاد). السلفيون يسعون لتطبيق احكام الشريعة الاسلامية، و نحن في حضرموت نسعى ايضا لاعادة تطبيق احكام الشريعة الاسلامية برؤية تتناسب مع العصر، و ليس انشاء امارة اسلامية على طريقة بعض الجماعات الاسلامية. و قد طرحنا ذلك في (وثيقة المبادئ السياسية للحكم الذاتي في حضرموت) حيث نصت الوثيقة : ” تحكم حضرموت بأحكام وقيم ومبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، وبالوسائل الديمقراطية الحديثة، وبقواعد الحكم الرشيد من شفافية ومساءلة وحريات، وحكم القانون”. و لذلك يمكننا التحالف مع السلفيين في سبيل اعادة تطبيق احكام الشريعة الاسلامية في حضرموت. و عند نجاحنا – بمشيئة الله – بانتزاع الحكم الذاتي لحضرموت و تطبيق احكام الشريعة الاسلامية، فسوف يؤدي ذلك لمطالبة بقية المحافظات بتطبيق احكام الشريعة الاسلامية على غرار حضرموت.

ثانياً: القوى الاقليمية:

جميع دول شبه الجزيرة العربية يمكننا ان نتحالف معها في اطار المعايير و الاسس المطروحة اعلاه. اما القوى الاقليمية خارج الجزيرة العربية فانا ارفض التحالف معها، حتى و لو لم يكن تحالفنا معها ضد احد؛ لان تحالفنا مع اي قوى اقليمية خارج الجزيرة العربية سوف يؤدي الى استعداء دول الجزيرة لنا، و سوف تقف ضد مطالبنا، و سوف يؤدي الى تحويل حضرموت الى ساحة صراع اقليمي.

ثالثا: القوى الدولية:

و اقصد بالقوى الدولية كل من: امريكا، و روسيا، و بريطانيا، و فرنسا، و الصين. هذه الدول هي القوى العظمى في العالم، و هي من دول الوصاية على اليمن. و يجب ان نطرق بابها لشرح مطالبنا و مشروعيتها، و طلب مساندتنا في تحقيقها؛ و تقديم الدعم السياسي و الغير سياسي في سبيل ذلك، مقابل التعهد بتقديم بعض المصالح لهم، في حالة قدموا الدعم المطلوب لنا، و نجحنا في انتزاع الحكم الذاتي لحضرموت.

و من هذه المصالح: اعفاء منتجاتهم الصناعية – الصناعية فقط – من الضرائب في اقليم حضرموت لمدة عشر سنوات، بعد حصول حضرموت على الحكم الذاتي. منح شركات تلك الدول الحق في استخراج النفط في بعض القطاعات النفطية الحضرمية – بعض و ليس كل بحيث لا تحصل اي دولة على اكثر من ثلاثة قطاعات – لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد برضاء الحضارم، بنسبة لا تزيد عن ٥٠٪. منح شركاتهم الحق في استخراج الذهب من مناجم حضرموت – بعض و ليس كل المناجم بحيث لا تزيد عدد المناجم الممنوحة للدولة عن منجمين- لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد برضاء الحضارم، بنسبة عادلة بحسب ما هو متعارف به دوليا.

الدول الكبرى تحكمها الشركات و رؤس الاموال، و في حالة رفضت تلك الدول عروضنا علينا التوجه لشركات النفط و الذهب في تلك الدول و نتفق معها بمنحها المشاريع المخصصة لدولها، في حالة نجحت في الضغط على دولها لتقديم الدعم الكامل لنا، و نجحنا في انتزاع الحكم الذاتي. كذلك علينا الاتفاق مع بعض شركات الانشاءات في تلك الدول على بعض المشاريع كشق طريق، او بناء ميناء او بناء عدد من المدارس او المستشفيات؛ شريطة الضغط على دولها لدعمنا.. و في حالة لم يتم تقديم الدعم المطلوب، او فشلنا – لا سمح الله – في انتزاع الحكم الذاتي، فان الاتفاقات تصبح ملغية.

عند الاتفاق مع تلك الدول او شركاتها، يجب ان يشترط ان لا تقل نسبة العاملين من ابناء حضرموت في الشركات التي ستعمل في حضرموت ( نفطية – ذهب – انشاءات) عن ٧٠٪، و ان تلتزم الشركات بتاهيل ٢٠٪ من العاملين اذا لم يكونوا مؤهلين او تنقصهم الخبرة. و في حالة عدم وجود حضارم لشغر تلك الوظائف، يتم استقدام الموظفين و العاملين، من محافظات الاخرى للبلد، حتى تكتمل نسبة ٧٠٪.

تحالفنا مع الدول الكبرى يجب ان ينحصر في اطار المصالح التجارية فقط، و ان لا ندخل معها في تحالفات عسكرية او مخابراتية. و مع ذلك يمكننا ان نطلب منها في الوقت الراهن تقديم السلاح لقوات حماية حضرموت، و في المستقبل تقوم بتدريب و تاهيل القوات الحضرمية، و اجهزة الامن، و موظفي الجهاز الاداري في حضرموت.

تحركوا بسرعة في سبيل اقامة التحالفات فالوقت ليس في صالحنا!

حفظ الله حضرموت .. و حفظ الله رجالها الاوفياء .. و لا نامت اعين الجبناء و لا العملاء!

إغلاق