رجل الخير والأدب والثقافة عبدالقادر خرد رحل عن الدنيا واعماله الطيبة باقية
بقلم / حسن علوي الكاف
السبت 27 سبتمبر 2025
ودع ابن مدينة تريم البار العلامه والأديب الحبيب عبدالقادر بن سالم بن علوي خرد الدنيا الفانية بعد حياة مفعمة بالعمل الخيري دون ضجيج ودع الدنيا والكثير انتابهم الحزن الشديد على رحيله المر هذه القامة التي غرست أعمال طيبة في مجتمعنا ولازالت بصماتها واضحة ففي مجال الكهرباء بقت مدينة تريم تشع بالأنوار بجميع حاراتها بفضل الله ومن ثم بفضل الحبيب عبدالقادر خرد الذي وفر مكائن لجميع الحارات و المساجد لوجه الله تعالى دون ظهور إعلامي وحبا لأبناء مدينة تريم البلدة التي ولد بها وتعلم منها ومن علمائها الأخلاق و الأدب والعلوم والثقافة .
ظلت مدينة تريم لما يقارب من ثلاثه عقود تعيش في خير تنطفي الكهرباء الحكومية وما هي إلا دقائق تشتغل مكائن المتصدق عبدالقادر خرد لتضيء الحارات بالأنوار وتشتغل المراوح والمكيفات الصحراوية وتبرد على الجالسين بالبيوت وعلى الجميع وتخفف عنهم شدة الحر وقساوته .
سيرته طيبة عطرة قدمها الفقيد في كثير من المجالات منها مجالس الخير والذكر الطيب لها مكانة عنده ودروس العلم تعقد في بيته العامر بجده وكذلك إهتماماته الأدبية والثقافية ولديه مؤلفات شعريه و كتابة مقدمات العديد من الكتب لكثير من العلماء الاجلاء لما يملك من فصاحة في اللغة العربية والعلوم وله عدة قصائد رائعة في سيدنا محمد صل الله عليه وسلم و سيدتنا آمنة أم الرسول وبنت الرسول البتول فاطمة الزهراء ونختار لكم واحدة من روائعه الشعرية :
الله شاءكِ أن تكوني فينا ** أمّاً لخيرِ المُرسَلين حنونا
اختارَكِ المولى لحَمْلِ أمانةٍ ** فَخُلِقْتِ آمنةً و وَضَعْتِ أمينا
للهِ أحشاءٌ تَـوَسَّـدَ أحـمـدٌ ** جَنَباتِها فَحَنَّت عليه جنينا
يا من كسوتي الدهرَ أشرفَ حُلَّةٍ ** وجـعلْـتِ دُرّةَ تاجِـهِ الإثنينا
جَهِلوا مقامَكِ حين قالوا قولةً ** ولقد أساءوا في النبي ظنونا
ترجوه أُمَّتُهُ وتيـأسُ أُمُه !! ** حاشاهُ وهو بِبِرِّها يوصينا
ولسوف يعطيه الإله فهل ترى ** يرضى لآمنةٍ تذوقُ الهونا ؟!
الله أعلمُ حيثُ يجعل دينه ** ولقد رضينا دينَ إبنَكِ دينا
إن كان أشرف بقعةٍ تلك التي ** أضحى بها خيرُ الأنامِ دفينا
فَلِكَونها ضمَّت عظام المصطفى ** لكن ببَطنِكِ كُوِّنَت تكوينا
يا أمّ خـيـر الـمُرسَـلـيـن وجـدّةَ ** الزهـراءِ أمطَرَكِ الحياءُ هَتونا
سَعِدَت بِكِ الأبواءُ حين نَزَلْتِها ** وتَعَطَّرَت عطراً وطابت طينا
فَتحنَّـني وتّعطَّـفـي وَلـَدَى ** النبي تشفَّعي فهو المشفَّعُ فينا
وتَلـَطَّـفي وتذكـري ذريةَ ** الزهراءِ فالجدّاتُ أكثرُ لينا
فَلَنا السعادةَ إن ذُكِرنا عنده ** أو إن سمعنا صوتَهُ يدعونا
لبيك يا خـيـرَ الأنـامِ وسـيـدَ ** الرُسْلِ الكرامِ وسرّنا المكنونا
يا من له الخُلُقُ العظيمُ سجيةً ** والعفو عندكَ ناله الراجونا
عفواً رسولَ الله إنّ حياءَنا ** مَنَع الكلام وهيبةً تعرونا
رحـمـاك إنّا قـد تخلّـفـنا بلا ** عذرٍ تركنا الفَرْضَ والمسنونا
فأستغـفِـر المولى لنا يا سيّدي ** وأطوي المسافةَ بيننا والهونا
أعطاكَ ربي رُتـبـةً لم يعـطِـها ** موسى ولا عيسى ولا هارونا
فأنظر بعين العطف وأرحم ذُلنا ** وأقبل شفاعةَ بنتَ وهبٍ فينا
يا رب صلِّ على النبي وآله ** ما قام حـادٍ أو تلا تاليـنا
وبحـقِّـه يا رب حقـق سُـؤلنا ** وأغفر لنا ولمن يقول آمينا
رحلت عنا وستظل أعمالكم وذكركم الطيب باقيا ودعوات الناس الطيبة لكم لن تذهب وستكون في ميزان حسناتكم يارب .
أعماله الشعرية ومؤلفاته يجب أن تطبع وتنشر لتكون رافدا للمكتبة العلمية و الأدبية والثقافية ومنها يستساق أهل العلم والأدب والثقافة .
ما تحدثنا به يعد غيضا من فيض من أعمالكم الخيرية والأدبية التي قدمتوها والكل يشهد لكم بالخير و بالعلم والصلاح و وفقكم الله بأن يكون قبركم في رحاب خير البقاع مكه المكرمة ، ادعو الله تعالى أن يكون قبركم روضة من رياض الجنة.
بهذا المصاب الجلل أعزي اولاده واهله ومحبيه بهذا المصاب الجلل سائلين الله العلي العظيم أن يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنة وإنا على فراقكم لمحزنون إنا لله وإنا إليه راجعون …






